الوسواس يجبرني على القيام بأفعال لا أريدها، فما العمل؟
2019-01-24 10:08:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الوسواس القهري، وقد استطعت التغلب عليه بدون أدوية، ولكن أحيانا يجبرني على فعل بعض الأمور، ويوسوس لي أني إن لم أفعل كذا وكذا سأنكشف في أمور كنت أعصي فيها الله، وقد تبت منها منذ زمن طويل.
أعلم أنه وسواس، ولن يحدث ذلك، لكني أشعر بتوتر متواصل وغثيان من شدة القلق وضيق وصداع، فما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وكم هو جميل أنك قد تغلبت على وساوسك من خلال المقاومة والتحقير وتجاهلها وصرف الانتباه عنها.
أنا أقول لك: هذا الإنجاز الذي قمت به يجب أن يكون مُحفِّزًا لك للمزيد من التحسُّن، التوتر الذي يأتيك يُعالج من خلال الدخول في مزاجٍ وفكرٍ جديد، تأمّلي إنجازاتك حيال هذه الوساوس، وكيف أنك قد تخلصت منها، هذا فيه مكافأة لنفسك، والمكافآت تُقلِّل التوتر.
وأشغلي نفسك أكثر بما هو مفيد، مارسي التمارين الاسترخائية بانتظام، هذا مهمٌّ جدًّا، خاصة في موضوع الغثيان والضيق والصداع. والصداع مع الغثيان ربما يكون هنالك نوعا من الشقيقة البسيطة - أي الصداع النصفي - ففي هذه الحالة أيضًا الاسترخاء سوف يفيدك كثيرًا.
النوم الليلي المبكر أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا، ونظّمي تغذيتك، وحافظي على صلاتك في وقتها، وفكّري في المستقبل بصورة إيجابية، وكوني حسنة التوقعات، وبهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- يختفي التوتر والأعراض المصاحبة له.
وبالنسبة لاستعمالات الدواء: الأدوية إذا استُعملتْ بطريقة راشدة ومن خلال الطبيب الثقة والمتمكَّن من مهنته، إذا توفرت هذه الشروط يجب ألَّا يرفض الإنسان الدواء، لأن معظم الحالات النفسية لها أربع محاور علاجية: العلاج النفسي، والعلاج الإسلامي، والعلاج السلوكي، والعلاج الدوائي، كثير من الحالات تحتاج للمكونات العلاجية الأربعة، وبعضها يحتاج لثلاثة، وبعضها يحتاج لاثنين، وهكذا.
فإن لم تتحسَّن أحوالك وأدَّتْ إلى تعطيل في حياتك، لا بد أن تُقدِّمي لخدمات الطب النفسي، والحمد لله في قطر خدمات الطب النفسي متميّزة جدًّا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.