تساورني شكوك في استجابة الله للدعاء
2019-02-03 10:31:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
بدأت تساورني شكوك في استجابة الله للدعاء ورحمته, طوال نشأتي كان عندي إيمان شديد برحمة الله واستجابته للدعاء، وكنت طوال فترة الطفولة والمراهقة أترك الصلاة فترة وألتزم بها فترة، وأجد راحة واستقرارا في نفسي في الفترات التي ألتزم بها في صلاتي، وقبل فترة ليست بطويلة بدأت أحارب نفسي أكثر على الالتزام بالصلاة، وبدأت بالدعاء ولاحظت أن الله يستجيب لي بسرعة ويحقق لي ما دعيت به، مع أنني أفعل المعاصي ولا أخشع في صلاتي.
أنا أحاول جاهدة أن أحقق الخشوع، والالتزام بالصلاة في وقتها، وبدأ إيماني يزيد، ولكن فجأة عندما بدأت أحس بالإيمان والطمأنينة تكبر في نفسي، بدأت تساورني شكوك بعد رؤيتي لفيديو في الأنترنت لفتاة كانت ملتزمة بالصلاة، وكانت تؤمن بالله، وحافظة للقرآن، ورجعت عن إسلامها، أصابني شيء جعلني أشعر أنه إذا كانت هذه نهاية شخص تعمق في الدين، فهل يمكن أن تكون هذه نهايتي؟
أصابني الخوف والشك في استجابة الله للدعاء، ونفور من الصلاة والدعاء والإيمان، وأنا لا أريد أن يحصل هذا لي، وهذه أول مرة تساورني شكوك في ديني.
أنا لازلت أؤمن بوجود الله، ولكنني أشعر بهزة في إيماني، وأنا أريد أن أتخلص من هذا الشعور والوساوس التي تؤرقني، هل هذا الشيطان يريد أن يبعدني عن الصلاة، ويريد أن يبعدني عن الله.
أرجو منكم مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد .. وبعد:
أهنئك –أختي الطيبة– على حرصك على الثبات على دينك، وخشيتك على نفسك من الانحراف كما انحرفت فتاة الفيديو المذكورة، وفعلاً فإن المسلم رأس ماله في إيمانه، فلابد من الحرص على المحافظة عليه وزيادته، وعد الأمن من مكر الله تعالى (إنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الكافرون), وقد صح في الحديث: (إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء).
وحسبنا خشية خليل الله إبراهيم على نفسه وأولاده الشرك والمعصية (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)، (ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل الدعاء).
إلا أن الواجب الشرعي ليس بالاقتصار على عبادة الخوف من الله، إذ الواجب أيضاً حسن الظن بالله تعالى، والثقة به، وقد صح في الحديث: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)، وكذا رجاؤه، ومحبته، والاستعانة به، والتوكل عليه، وعدم القنوط واليأس من رحمته (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، (ومن يقنط من رحمة ربه إلا القوم الضالون).
ومن فضل الله عليك أن الله تعالى قد أراك نعمة الطاعة وبركة الدعاء، فما عليك إلا أن تحسني الظن بربك، وتثبتي على دينك ودعائك ورجائك.
ولا يقلقك انحراف فتاة الفيديو المذكورة، فلعل سبب انحرافها يعود إلى عدم إخلاصها لربها أو مصاحبتها لأهل السوء والبرامج السيئة فكرياً وغيره.
وتذكري أن في المقابل أناساً كثيرين على عكس حال الفتاة، حيث انقلب حالهم من الغي والمعصية والضلالة إلى الرشد والطاعة والهداية بفضل الله تعالى.
فالواجب عليك المحافظة على أسباب الهداية من لزوم الذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والصلاة، والطاعات، والصحبة الصالحة، والبعد عن السوء وأهله من برامج ومسلسلات وأفلام وأغانٍ هابطة، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، (ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه)، (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا...), وصح في الحديث: (المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل).
فأحسني الظن بالله، واستمري على فعل الخير، وثقي بأن الله معك وليس بخاذلك، والله الموفق والمستعان.