حالتي النفسية متقلبة وتتشكل في اليوم عدة مرات
2019-02-21 05:57:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب، عمري 23 سنة، الحالة التي أمر بها بدأت معي منذ قرابة 6 أعوام، وأتمنى أن أجد الجواب والعلاج لما أمر به، بدأت تصيبني حالة أو نوبة اكتئاب بشكل يومي تقريبا، وهذا الاكتئاب يؤثر بشكل كبير على حياتي اجتماعيا ودراسيا، وفي جميع الأمور.
وقد ذكرت بشكل يومي؛ لأنه تمر علي بعض الفترات خلال اليوم أكون فيها سعيدا، أو لنقل في حالة طبيعية، ولكن هذه الفترات لا تدوم طويلا، وفجأة يعود إلي الاكتئاب من دون أي سبب.
وقد تنقلب حالتي النفسية من سعادة وفرح، أو لنقل أنني في وضع طبيعي إلى حزن واكتئاب في نفس اليوم مرات متعددة، وبدون أسباب واضحة، فقد أكون في سعادة وسرور شديدين وفجأة ينقلب حالي إلى حزن واكتئاب، ومع الأسف الفترات التي أكون فيها في حالة اكتئاب هي كثيرة وبشكل ملحوظ بعكس الفترات التي أشعر فيها بالسعادة، وقد تمر علي بضعة أيام بدون أن تأتيني نوبة الاكتئاب، ولكن أيضا هذه الأيام قليلة جدا مقارنة بالأيام التي أصاب فيها بالاكتئاب.
أما ما أشعر به خلال حالة الاكتئاب فإنني أشعر بضيق وحزن شديدين، ويظهر ذلك على ملامح وجهي بشكل واضح، حيث أن كل من قابلني وأنا في هذه الحالة يلاحظ ذلك فيسألني عن حالي، أو هل هناك ما يحزنني؟ مع أنه لا يوجد أي شيء من ذلك.
وكذلك حين أمر بهذه النوبة تصاحبني أفكار سلبية كثيرة عن جميع الأمور، وأحيانا استرجع أمورا سيئة حصلت لي في الماضي، وعدم القدرة على التفكير بوضوح، والتركيز في الأمور خصوصا ما يتعلق بالدراسة، فأفكاري تكون مشتتة، وكذلك وأنا في هذه الحالة لا أريد أن التقي أو أجتمع بأي أحد سواء كانوا من الأصدقاء أو أفراد الأسرة أبدا، وإن كنت مجبرا وحصل واجتمعت بأي أحد فحينها لا أستطيع التحدث أو التحاور في أي موضوع لما أمر به وقتها، حيث أنني لا أستطيع أن أفكر في أي شيء لأقوله فردودي إن خاطبني أحد قد تتوقف على أجوبة مباشرة كنعم أو لا، وما إلى ذلك.
وللأسف قد أثر علي هذا الأمر، فقد أصحبت أتجنب أي رحلات أو اجتماعات مع الأهل أو الأصدقاء قد تستمر لفترة طويلة كيوم أو نصف يوم؛ لأنني حتى وإن كنت في بداية اليوم في وضع جيد أتردد في ذلك خوفا من أن ينقلب حالي فجأة.
وأما في الفترات التي لا أكون فيها مصابا بهذه النوبة فعادة أشعر بعكس ما ذكرته سابقا، حيث أستطيع بل أحب أن أجتمع بالآخرين، وأتواصل وأتفاعل معهم، وكذلك التركيز في ما يتعلق بأمور دراستي حيث أنها تأخذ جزءا كبيرا من حياتي حاليا.
فحالتي كما وصفتها لكم تتلخص في أنني أمر بتقلبات في حالتي النفسية من حزن واكتئاب والعكس وذلك بشكل يومي ومفاجئ وبدون أسباب، وقد يستمر الاكتئاب لفترات طويلة خلال اليوم، وقد تتكرر هذه التقلبات في نفس اليوم عدة مرات، فأتمنى إفادتي بتشخيص ما أمر به، وما الحل أو العلاج لذلك؟
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاكتئاب ليس بالضروري أن يكون 24 ساعة، ولكن الاكتئاب هو مشاعر الحزن الشديد والضيق والتوتر معظم اليوم وكل الأيام هذا تعريف الاكتئاب، أن يكون هذا الشعور شعور الحزن والضيق ملازما لمعظم ساعات اليوم ويومياً وهذا ما يحصل معك يا أخي الكريم.
إذاً أنت تعاني من الاكتئاب، إذا كان هناك أيام بها اكتئاب أو أسابيع أو شهور ثم بعد ذلك تأتيك حالة من الفرح والنشوة؛ فيمكن أن نقول هذا اضطراب ثنائي القطبية، ولكن وجود الاكتئاب معظم اليوم وهو يكون الغالب فهذا يا أخي الكريم اضطراب اكتئاب نفسي.
وطبعاً الشخص عندما يكون مكتئبا لا يحب أن يختلط مع أحد؛ لأن مزاجه غير رائق، ويحب أن يكون لوحده وهذا ما يحصل معك.
فإذاً يا أخي الكريم تعاني من اكتئاب نفسي وتحتاج لمضادات الاكتئاب النفسي، ولعل أكثر شيء يناسبك في هذا السن هو الفلوكستين 20 مليجرام يومياً، ويجب أن تصبر حتى تحس بالفائدة وتحتاج من 6 أسابيع إلى شهرين حتى تزول معظم هذه الأعراض التي تعاني منها، وبعد ذلك يجب أن تواصل عليه يا أخي الكريم لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن توقفه بدون تدرج.
وفقك الله وسدد خطاك.