هل سأصبح رهينا للمرض النفسي أم من الممكن أن أتعالج منه؟
2019-03-17 08:39:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر منصة إسلام ويب والقائمين عليها، وكتب الله أجركم جميعاً.
أنا يا دكتور محمد لي تقريبا سنة ونصف أتعالج عن نوبات الهلع الذي أصبت بها منذ 9 سنوات، وسببت لي المتاعب.
وذهبت أخيرا لطبيب، والحمد لله صرف لي (سيبراليكس 15 مل)، وتحسنت كثيرا -ولله الحمد- وواصلت عل الجرعة حتى هذا الشهر، وكان تشخيصه أنني أعاني من قلق بسببها ونوبات هلع، وبعد المراجعات ذهب الطبيب، وانتقلت لطبيب آخر، وقال لي: أنت لك سنة ونصف وما زال لديك رهاب، وفعلا خف القلق وأصبح الهلع يأتي بشكل خفيف، وحقيقة ما زال بالي مشغولا بها، وإلى الآن لا أستطيع أن أذهب بعيدا أو أسافر.
وقال لي الطبيب لن أزيد الجرعة 20 بل سأضيف أدوية وهي (باروكسات واندرال) وللأمانة متخوف يا دكتور جدا مع خلط الأدوية وإلى الآن لم أستعمل غير السيبراليكس فقط, لأنني أشعر برفع الجرعة للسيبراليكس كافي للقضاء على الهلع ورهاب الساح.
وأنا الآن في حيرة من الأمر خصوصا أنني أخاف من الأعراض وتأثيرات الأدوية (السيبراليكس) ناسبني جدا حتى أعراضه قليلة، وما شعرت بها، ولا أعلم ما الفائدة من الباروكسات والسيبراليكس موجود؟ وأيضا الاندرال بحثت واكتشفت أنه لمرضى الضغط والقلب!
والسؤال الأخير بارك الله فيك هل الهلع يا دكتور قابل للشفاء؟ أنا أحيانا أقول ما لفائدة من العلاج إذا أغلب من تعالج رجعت لهم الأعراض مرة أخرى؟ وهل سأصبح رهينا للأدوية طوال العمر؟
أنا شابا أبلغ من العمر 25 عاما، وأفكر إذا تزوجت إن شاء الله هل أبنائي سوف يكونون مصابين بهذا الاضطراب؟ أتمنى أن تريحني من كل هذه الأسئلة، وأسأل الله أن يريح بالك ويرضى عنك.
وآسف على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة هذه، الذي بك كما تفضلت هو نوع من قلق المخاوف وقلق المخاوف كثيراً ما ينتج عنه نوبات الهلع والهرع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يكون ليس له مسبب يأتي ويذهب ويترك آثاره الوسواسية عند الإنسان، حالتك -أيها الفاضل الكريم- ليست خطيرة، حالتك -إن شاء الله تعالى- تتقلص وتنحصر وتتلاشى مع مرور الزمن، فقط عليك أن تحقر فكرة الخوف أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تأهل نفسك اجتماعياً وسلوكياً وذلك من خلال التفكير الإيجابي، حسن التواصل الاجتماعي، أن يكون لك آمال وطموحات وأن تكون حسن التوقع، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تقوم بواجباتك نحو أسرتك بمعنى أن تكون نافعاً لنفسك ولغيرك، حسن إدارة الوقت دائماً هي مفتاح النجاح في الحياة، الحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها يمثل دافعا نفسياً ممتازاً، وفي حالتك نسبة لوجود الخوف لا بد أن تصلي مع الجماعة وفي الصف الأول هذا من أفضل طرق العلاج ما يسمى برهاب الساحة.
فيا أخي الكريم: هذه هي نصائحي العامة لك، أما بالنسبة للدواء فالسبرالكس بالفعل دواء رائع وأنا لا أرى أي حاجة لأدوية أخرى، ربما يكون الطبيب قد اقترح لك أن تستبدل السبرالكس بالباروكستين أو الباروكسات، أما الاندرال فيعطى إذا كان هنالك خفقان شديد أو عرق، والاندرال بالفعل يستعمل فيما مضى لعلاج الضغط ويستعمل لعلاج عدم انتظام ضربات القلب أيضاً، لكن بجرعة بسيطة وهي حتى 40 في المائة من الناس يستعمله للأعراض الجسدية للقلق، ولا علاقة قطعاً بذلك بمرض القلب أو ارتفاع الضغط، فيا أخي الكريم لا بأس من تناوله بجرعة 10 مليجرام صباح ومساء لمدة شهر، و10 مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر ثم تتوقف عن تناوله.
أما السبرالكس فيجب أن ترفعه إلى 20 مليجراما، أتفق تماماً مع الطبيب الذي اقترح لك هذه الجرعة المطلوبة، والدواء دواء سليم ودواء فاعل وجرعة 20 مليجراما يمكن أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر ثم خفضها إلى 10 مليجرام يومياً كجرعة وقائية ويمكن أن تكون لمدة 6 أشهر أخرى ثم اجعلها بعد ذلك 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر ثم توقف عن تناول الدواء.
ممارسة الرياضة والالتزام بالتمارين الاسترخائية هو واحد من المتطلبات العلاجية المهمة، كما أن التعبير عن الذات وعدم الكتمان بمعنى أن الإنسان لا يكتم الأشياء التي يراها مزعجة بالنسبة له، إخراجها عن طريق التفريغ النفسي وأول بأول في حدود الذوق والأدب هو أحد الوسائل العلاجية التي ننصح بها فأحرص على ذلك أخي الكريم، وإذاً المكونات العلاجية غير الدوائية مهمة الدواء أيضاً مهم ومكمل للوسائل الإرشادية الأخرى والسبرالكس هو الأفضل وجرعة 20 مليجراما هي الأنسب والالتزام بالجرعة حسب ما هو موصوف هو أحد وسائل الاستفادة القصوى من العلاج الدوائي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.