لماذا لا أكون مرتاحاً في البيت كما لو كنت مع أصدقائي؟
2019-03-20 06:01:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مشكلتي أني أكون على طبيعتي وأضحك وأمزح وسط أصدقائي، ولا أفكر في شيء، لكن عندما أكون وسط أهلي أحس أني مخنوق، ولا أقدر أن أضحك أو أمزح مع أحد كما أكون مع أصدقائي، وأرفض أن أطلع خارج غرفتي أو أتكلم مع أحد، وأحس أنني مهموم، وأفكر في الخروج من المكان الذي أنا فيه وأذهب لمكان آخر جديد.
ما سبب ما أنا فيه؟ وهل هناك علاج؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت محتاج لتقوية انتمائك لأسرتك، الأسرة هي الأساس، أولى بك، وبرك لوالديك يجب أن يكون في أعلى درجاته، وكذلك بالنسبة لإخوتك ذكوراً أم إناثاً، فإذاً بناء علاقة تقوم على المودة والمحبة والاحترام والرحمة ما بينك وبين أسرتك هي الأساس، وبعد ذلك يجب أن تفهم كل فرد من أسرتك، لا يمكن مثلاً أن تمازح والدك أو والدتك بمزاح تمازحه مثلاً لأحد أخوتك، افهم طبيعة كل أحد وتعامل معه بهذه الكيفية.
يجب أن تتخلص من هذا الشعور السلبي من أنك مخنوق في حضور أسرتك وتكون منطلقاً حين تكون مع الآخرين، فتقوية الانتماء إلى الأسرة ومحبة الأسرة وبر الوالدين يجعلك تتخلص من هذا الشعور.
على العكس تماماً يجب أن تبني في كيانك الداخلي أن من أجمل الأوقات هي الأوقات التي يقضيها الإنسان مع أسرته، أنت محتاج أن تصحح مفاهيمك ومحتاج أن تبني أفكاراً جديدة حول الأسرة وأهمية الأسرة وبر الوالدين، ويجب أن تحس بالأمان وأنت مع أسرتك، من الضروري جداً أن تكون لك مساهمات في الأسرة، اسأل نفسك ما الذي قدمته للأسرة؟ الأسرة عبارة عن شركة أو شراكة ما بين أعضائها وأفرادها، كل إنسان يجب أن يساهم بنصيبه حتى تنمو هذه الشركة، فما هي مساهماتك؟ اسأل نفسك هذا السؤال؟
المساهمات ليس من الضروري أن تكون مساهمات مادية، وأنت في هذه المرحلة لا أحد يطالبك بمساهمة مادية، على العكس تماماً يصرف عليك، لكن يمكن أن تعطي أفكاراً إيجابية، يمكن أن تقترح مثلاً على أسرتك الآن أن يكون لديكم وِرد قرآني مع بعضكم البعض، حلقة للقرآن في البيت ما أجملها وما أعظمها، مساهمة عظيمة، اقترح عليهم أن تسموه الاجتماع الأسري مرة أو مرتين في الأسبوع، يجلس جميع أعضاء الأسرة يناقشون شؤونهم، ويرأس هذه الجلسة فرد في الأسرة بالتناوب، هذه الأشياء ليست خيالية وليست مستحيلة هي أمور طيبة جداً، أن يتناول الإنسان وجبة مع أسرته مرة على الأقل في اليوم، هذه كلها أشياء تنمي انتماءك للأسرة وتجعلك في توازن تام، وتجعلك أكثر قبولاً ورضى حين تكون مع أفراد أسرتك.
أصدقاؤك عاملهم معاملة طيبة كما أنت عليه، وانطلق في الحياة بصورة عامة، اجتهد في دراستك، مارس الرياضة، احرص على صلواتك، انظر إلى الأمور بصورة متكاملة، هذه الاهتزازات في المشاعر من سلبيات والأفكار تأتي من أن الإنسان حياته مليئة بكثير من الخلل هنا وهناك، لكن الإنسان الذي يطور نفسه وتكون لديه اهتمامات بنفسه وبغيره ويريد أن يكون دائماً نافعاً ويخطط لمستقبله، ويكون حسن التوقع ويدير وقته بصورة جيدة، هذا قطعاً يرتقي بصحته النفسية كثيراً.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.