الوسواس القهري حول حقوق الناس أبعدني عنهم، فما الحل؟
2019-06-17 06:53:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من وسواس قهري حول حقوق الناس، جعلني أخاف من الناس، ولا أرغب في الحديث معهم، وسبب هذا الوسواس أني قرأت في موقعكم عن الديون والشك في سدادها، فبدأت أشك أنني لم أسدد ديوني، فأردت تبرأة ذمتي، مع أني لا أتذكر أن علي دينا.
بدأت في طلب السماح من الناس، ثم أصبحت أشك أنهم لم يسامحوني، حتى بدأت في تمني الموت من الخوف والهم، وازدادت الحالة سوءا، فسألت الكثير، فقالوا لي تجاهله ولا تسترسل معه، وقد حاولت لكني تعبت ولم أعد أستطع التحمل، ولا أستطيع الدراسة بهدوء.
أنا الآن خائف من الناس جميعا، أخاف أن أغتاب أو أسب أو أتكلم في عرض الناس، أصبحت أكره هذه الحياة، أصبحت أفكر أن الله لن يغفر لي وأني سوف أعاقب وأدخل النار، وأحيانا أشعر أني كافر أو مشرك وأني سأخلد في النار، فما هو العلاج؟ وهل هو ابتلاء من الله؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونشكر خوفك من الدَّين ومن حقوق العباد، ونسأل الله أن يُصلحك وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يُذهب عنك الهم والأحزان، وأن يكتب لك عافية الجسد وصلاح النيّة والولد.
خوفك من الديون ومن حقوق الناس في محلِّه، ولكن ينبغي أن تعلم أن الناس لا يتركون حقوقهم وعدم مطالبتهم لك من أكبر الأدلة على براءتك من حقوقهم المالية، أمَّا بالنسبة لحقوقهم الأخرى فنهنؤك على توقفك عن الغيبة والنميمة ونحوها من الأعمال التي فيها حقوق للعباد.
وأرجو أن لا يتحول الأمر إلى وساوس، ونذكّرك بأنك مطالبٌ من الناحية الشرعية بإهمال الوساوس، ومطالبٌ بحسن الظن بالله الرحيم التواب الغفور، الذي ما سمَّى نفسه رحيما إلَّا ليرحمنا، ولا سمَّى نفسه توابا إلَّا ليتوب علينا، ولا سمَّى نفسه غفورا إلَّا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
ولا يخفى على أمثالك أن الوساوس من الشيطان، وقد أمرنا الله بمخالفته ثم بإهمال ما يوسوس به، ثم بالتعوذ منه، ثم بترداد (آمنت بالله) إذا كان ما يوسوس به على صلة بالعقيدة، واحمد الله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة، وإذا ذكّرك الشيطان بأشياء من الشر فجدِّد التوبة وردِّد الاستغفار، وأكثر من ذكر الكريم العظيم الجبار، واعلم أنّ كل ما ذُكر ممَّا يغيظ عدوّنا الشيطان.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوّذ بالله من شيطان همّه أن يحزن أهل الإيمان، ولا تتمنَّى الموت، بل اسأل الله طول العمر مع صلاح العمل، فخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وتفقّه في دينه، واعرف تلبيس إبليس فإنه يحاول أن يوصلك إلى الناس، ونحن نفتح لك باب الأمر، ونذكّرك بعفو ربنا عز وجل.
وفقك الله وسددك.