خطيبي تركني تحت رغبة والده
2005-08-30 11:41:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة يشهد لها الجميع -والحمد لله- بالخلق والدين، أحب الخير لجميع الناس، تعرفت على شاب ذو خلق ودين قبل سنة تقريباً، وتمت خطبتنا قبل عدة أشهر، وتم تحديد الزواج بعد ثلاثة أشهر بإذن الله، وتقدم لي خلال هذه الفترة الكثير من الشباب الصالح، لكني كنت أرفضهم؛ لأني أعطيت كلمة لخطيبي لا أرجع عنها، لحبي له، وقد بدأت أستعد نفسياً ومعنوياً للزواج، وبدأ أهلي في تجهيزات الزواج.
تلقى خطيبي عرض عمل في بلدنا الأصلي، ورغم أنني قضيت نصف عمري في خارج بلدي واعتدت على حياة مرفهة بعض الشيء، إلا أنني وافقت للعيش معه في موطننا الأصلي، ليس ضغطاً منه لكن لاقتناعي بخطيبي وحبي له، كما أنني أحب لأطفالي أن ينشئوا في بلد إسلامي.
في الفترة الأخيرة لاحظت تردد خطيبي في إكمال الزواج، فصارحته بذلك، فكان يخشى من أني لا أتكيف مع أهله أو أستطيع معاملتهم، رغم أننا من بلدٍ واحد، فقط لأني نشأت خارج وطني، لكني أكدت له أنني ألتزم بتعاليم الإسلام، وأن الإسلام يأمرنا بالإحسان للغرباء، ناهيك عن أن يكونوا أهله، والذين من المفترض أنهم أهلي، وعاهدته على أن لا يرى مني إلا خيراً، وأنني سأفعل ما في وسعي لطاعته في غير معصية الله، والإحسان لأهله والتودد لهم، ومعاملتهم كأهلي، لأني أفهم جيداً أن طاعة الزوج من طاعة الله سبحانه وتعالى.
أخيراً: صارحني خطيبي بأن والده لا يوافق على زواجنا، رغم موافقته في البدء، واتصاله بأهلي وطلب يدي منهم، يقول خطيبي: إن والده يرفض هذا الزواج؛ لأنه يظن أنني لن أستطيع التأقلم مع خطيبي بعد الزواج في موطننا الأصلي، وأنني ربما لا أعرف كيف أتعامل معهم!! وهكذا تركني خطيبي لهذا السبب رغم حبي العميق له، ورغم أنه يعلم جيداً أن التزامي وتقديري له سيدفعانني لمعاملته وأهله على أحسن ما يكون.
فهل ذنبي أنني عشت في دولة غير موطني؟ رغم أنني نشأت في دولة أوربية، لكن والله لم يزدني ذلك إلا تمسكاً بتعاليم ديننا الحنيف، ولم يزدني ذلك إلا قُرباً من الله، ورغم أنني أنتمي لعائلةٍ معروفة، وأحمل شهادات عالية بفضل الله، إلا أن ذلك لم يزدني إلا تواضعاً، ولم أشعر أبداً سوى أن زوجي سيكون جنتي وناري أينما ذهب فإني سأتبعه بإذن الله.
الحمد لله على كل حال.
أود أن أقول: إنني اقتربت من فقدان الثقة في الشباب الملتزم، أعلم أن الله لن يقدر لي إلا خيراً، لكني لا أعرف ماذا أقول لأهلي وهم يعدون لزواجي!! لا أعلم ماذا أقول لصديقاتي وأقاربي؟!! لماذا جعلني هذا الشاب أتعلق به بهذه الطريقة ليتركني الآن بدون حتى إخبار أهلي، كما لو كان الأمر بيني وبينه؟!! هو يقول لأنه متدين سيعوضه الله واحدة تقيم معه في نفس بلده، لكن هل ذلك يضمن السعادة ونجاح الزواج؟!!
ادعوا لي الله أن يخفف عني، وأن يعوضني خيراً، ويرزقني بالزوج الصالح والذرية الصالحة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Momeenaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والرضا.
ابنتي! بخصوص فسخ خطبتك من خطيبك، أقول: الحمد لله أنتِ شابة مؤمنة بالله ومتدينة كما ذكرت في رسالتك، وهذا سيكون قاسماً مشتركاً في الحديث بيننا أن المسلمة يجب أن تنطلق من تعاليم دينها، وتأتمر بأمر الله في كل حركاتها وسكناتها.
ومن هنا فإن فسخ الخطبة هذه هو خيرٌ والحمد لله؛ لأننا يا ابنتي لا نستطيع أن نعرف أين الخير؛ إنما الذي يعلم ذلك هو الله وحده، والله تعالى يحب الخير ويقدره لعبده الصالح، ولهذا ذكر الله في كتابه الكريم كلاماً يُتلى إلى يوم القيامة: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216]، فكم من فتياتٍ تعلقن بشباب وتم الزواج، لكن انقلبت حياتهم إلى جحيم؛ فالإنسان لا يعرف أين الخير، ولذا على المسلمة أن تفوّض أمرها إلى الله وترضى به.
ابنتي! إن ما حصل من فسخ للخطوبة هو في نظرنا نحن أمرٌ يزعج ويُغضب، ولكنه عند الله خير، وأطمئنك بأنك ما دمت والحمد لله ذات خلق ودين وعندك شهادات تعليمية، فهذا شيء طيب؛ لأن شباب اليوم يبحثون عن هذا النوع من الفتيات.
ومن جانبٍ آخر، عليك عند خطبتك أن تستخيري الله كثيراً؛ لأنه هو وحده الذي يعلم الخير من الشر، وإن جاء أحد وذهب فلا تغضبي، بل اعلمي أن ذلك خير.
وأما قولك أنك أوشكت أن تفقدي الثقة في الشباب الملتزم فهو ضعف في الإيمان؛ فأقول: يجب أن تكوني ثقتك بالله وبنفسك قوية، ثم في الشباب المسلم كذلك، وعليك أن تكتبي وبكل ثقة وقوة لأهلك، وتخبريهم بالحاصل، وتخبري زميلاتك كذلك، وأنت واثقة من نفسك، وعليك بكثرة الدعاء مع كثرة الطاعة، وسوف يعوضك الله خيراً إن شاء الله.
والله الموفق.