كيفية مساعدة الأم الكبيرة في التغلب على مشاكل الفراغ بعد تقاعدها عن العمل
2005-08-25 14:23:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد منكم الجواب الشافي لهذه المشكلة.
لقد عملت أمي لمدة ستين عاماً ثم تقاعدت، ولكن جاءت الأزمة حينما تقاعدت عن العمل؛ حيث بدأ الفراغ يتسلل إليها شيئاً فشيئاً، خاصة أن العلاقة بينها وبين أبي سيئة، حيث المشاكل اليومية.
أخي يذهب إلى العمل كل يوم ما عدا يوماً واحداً، وأختي تذهب إلى الكلية، وأنا تخرجت منذ سنتين من كليتي، وحصلت على وظيفة محترمة، حيث أنا معلمة لغة إنجليزية، وهي وظيفة مؤقتة، وأقوم بعمل دراسات عليا، لكن المشكلة أننا نخرج من المنزل جميعاً وتبقى أمي في المنزل بمفردها هي وأبي، وكلاهما لا يشعر بالحب تجاه الآخر، المهم: أنني لا أعرف كيف أُزيل ذلك الحزن الذي بداخلها، حيث إنها تشتكي الوحدة، مع العلم بأننا في مدينةٍ غير مدينة والدتي، حيث أهلها وإخوتها، وهذا زاد من المشكلة.
أريد أن أقول لكم بأنني عندما أعمل أشعر بنفسي طالما أحافظ على مظهري الإسلامي، والمشكلة سيدي أن أختي ثارت علي منذ أيام، وقالت لي: يجب أن أترك العمل وأجلس في المنزل مع أمي في فترة الصباح، ولكنني لا أستطيع أن أجلس بلا عمل، فإنني إذا جلست بلا عمل أشعر بالاكتئاب، خاصةً أنني لم أرتبط بعد.
دائماً أقول لأمي مثلاً: اذهبي لحفظ القرآن، ولكنها ترفض وتقول: لا أريد أحداً يصحح لي وأنا في مثل هذا السن.
أرجو أن تجدوا لي حلاً لهذه المشكلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ هداية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزقك البر بوالديك، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن العلاج للهم والضيق والحزن هو الاشتغال بذكر الله وطاعته، وتذكير النَّفس بما خلقت لأجله، والرضا بالقضاء والقدر، وتجنب الذنوب؛ فإن لها ظلمةً في الوجه وضيقاً في الصدر، وبُغضة في قلوب الخلق، مع ضرورة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي همُّه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
ونحيي في هذه الوالدة هذه الروح والرغبة في العمل، كما أرجو أن تشعروها بأنها أدت ما عليها وزيادة، وقد آن الأوان لتستريح وتسلّم الراية لأبنائها ليواصلوا مسيرة العمل، ويجتهدوا في برِّ الوالدة والوالد.
ولا شك أن الذهاب إلى مجالس العلم وأماكن حفظ القرآن لا يوجد أفضل منه، ويمكن أن تراعيها من تعلم القرآن، فلا نحرجها أمام الناس، ولكن نصوبها بطريقةٍ مناسبة، ويمكنها أيضاً قضاء هذا الوقت في زيارة بعض الجيران أو الاشتغال بحرفةٍ يدوية، وإذا كان لها أحفاد فيمكننا أن نتركها معهم، ولست أدري لماذا لا تحاولون الإصلاح بينها وبين الوالد وأنتم -ولله الحمد- أصبحتم كباراً؟! وأرجو أن توفروا لها متطلباتها كاملةً؛ حتى لا تشعر أن ترك العمل ضيَّع عليها بعض الامتيازات.
وليت كبار السن يدركون أهمية الاجتهاد في ذكر الله وطاعته كما كان السلف يفعلون، فقد كان فيهم من إذا بلغ الأربعين اجتهد في الطاعات، وربما تفرغ للعبادات، وأرجو أن تجد الوالدة من يشجعها على الذكر والصلاة والقرآن بعد شكرها على ما قدمته لأولادها وأسرتها.
نسأل الله أن يحسن ختامنا جميعاً، وأن يجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله.
وبالله التوفيق.