أصبت بالاكتئاب وكره الحياة بعد موت أهلي!
2019-07-18 03:41:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
شاكرة لكم حسن تعاونكم معنا، وجعلكم الله من أهل الفردوس الأعلى.
سأختصر قصتي، أنا فتاة أبلغ من العمر30 سنة، قبل 10 سنوات مات أخي الأكبر، والآن ماتت أمي وأخي الأصغر في حادث سير، وأصبحت وحيدة لا أم ولا إخوة، نصحني أحد الأطباء بحبوب سبرالكس 10 مجم، أبدأ تدريجيا نصف حبة إلى حبة كاملة لمدة شهرين، ما رأيكم في هذا؟ علما أنني أعاني من اكتئاب، وتغير مزاج، وكره الحياة، وعدم القدرة على عمل أي أمر.
أرجو مساعدتي، جزاكم الله الجنة، أو انصحوني ماذا أفعل؟ والله إني على حافة الموت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عظم الله أجركم في مصابكم، ورحم الله موتانا وموتاكم وموتى المسلمين، والبقاء والدوام لله وحده، {إنك ميت وإنهم ميتون}، {كل نفس ذائقة الموت}، {لكل أجل كتاب}.
مما لا شك فيه أن وفاة الأخ الأكبر والآن الأم والأخ الأصغر في حادث سير أثّر عليك تأثيرًا واضحًا، وهنا العلاج يكون من خلال جلسات نفسية، هناك علاج نفسي مُحدّد للذين يُعانون بعد وفاة قريبًا لهم، يمكنهم التغلب على هذا الحزن والضغط الناتج عن وفاة شخص قريب منهم، والعلاج النفسي هو الأهم.
لا تُعطى مضادات الاكتئاب إلَّا إذا كانت هناك أعراض اكتئاب واضحة، طبعًا من الطبيعي أن يكتئب الشخص ويتغيّر مزاجه ويكره الحياة بعد هذه الوفيات، والعلاج الأساسي -كما ذكرتُ- هو علاج نفسي، ويُلجأ إلى الحبوب عندما تكون هناك أعراض اكتئاب واضحة ومستمرة لفترة طويلة، وقد يكون السبرالكس أو أي مضاد للاكتئاب آخر، ولكن الآن علاجك الأساسي هو عمل جلسات نفسية لمساعدتك من تجاوز هذه الصدمة والألم النفسي الناتج عن موت الأخ الأكبر ثم الأم والأخ الأصغر في حادث سير.
ولا يخفى عليك أن الموت باب وكل الناس داخله، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من أصيب بمصيبة أن يتذكر مصيبة موته صلى الله عليه وسلم حتى تهون مصيبته.
كما أن الله عز وجل رتب الأجور العظيمة على الصبر على المصيبة وجعل الصابرين عليه من أهل الجنان، فعليك بالاستعانة بالله عز وجل ودعائه وأن يهون عليك ما أنت فيه.
وفقك الله وسدد خطاك.