الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أخي: أنت لديك قلق مخاوف، وهو نوع من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، لكن -بفضل من الله تعالى- شخصيتك تحمل سمات إيجابية جدًّا، وأعتقد أن هذا يمكن أن يكون أساسًا قويًّا للتخلص من هذا الخوف الاجتماعي، وفي ذات الوقت حباك الله بوظيفة تتطلب التفاعل الاجتماعي، ويجب أن تتذكّر أنك إن لم تكن أهلًا لهذه الوظيفة لما وُضعت فيها أبدًا، ولما كانت لك أبدًا.
أهم شيء في علاج الخوف الاجتماعي هو تصحيح المفاهيم، أنا أؤكد لك أن كل الأعراض الفسيولوجية التي تستشعرها -كالرجفة، أو الخوف من التلعثم، أو تسارع ضربات القلب- هي أعراض مبالغ فيها، ولا أحد يُلاحظها أو يُشاهدها حين تتصور أنها قد حدثت لك.
فإذًا التجربة هي تجربة شخصية، ولسيت معمَّمة ولا يُلاحظها الآخرون، هذا مهمٌّ جدًّا.
والعلاج يكون بالتعرُّض، فلا تتجنب المواقف أبدًا، عليك بأن تُعرِّض نفسك لدرجة الإطماء -كما نُسمّيه-، وهذا يطلب مثلًا:
- أن تُصلي الصلوات -الخمس أوقات- في المسجد وتكون خلف الإمام.
- أن تذهب على الأقل لمناسبتين اجتماعيتين في اليوم، كزيارة مريض، الذهاب لحفل زفاف، أو شيء من هذا القبيل، أو زيارة رحم من أرحامك.
- ممارسة أي نوع من الرياضة الاجتماعية، وهذا لا تستبعده، عمرك مناسب جدًّا لأن تقوم برياضة المشي مع مجموعة من الأصدقاء، أو حتى لعب كرة القدم، أو كرة السلة... هذه علاجات وعلاجات أساسية وضرورية.
- التمارين الاسترخائية مهمّة جدًّا، لأن استرخاء العضلات يؤدي إلى استرخاء النفس، واسترخاء النفس يؤدي إلى المزيد من استرخاء العضلات، وينتج عن هذا كله اختفاء الخوف والتوتر والتردد، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (
2136015)، أرجو أن ترجع لها وتطبِّق ما أوردناه من إرشادات حول كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.
ويا حبذا -يا أخي- لو قمت بزيارة طبيب نفسي، وأنت لا تحتاج لمتابعات كثيرة، الطبيب النفسي سوف يُدرّبك على تمارين الاسترخاء، أو يحوّل للأخصائي النفسي الذي يعمل معه لكي يُدربك على هذه التمارين، وسوف يصف لك العلاج الدوائي، أتفق معك أنه في كثير من الدول لا يُسمح بصرف هذه الأدوية، وأنت تحتاج لدواءٍ واحد يُسمَّى (سيرترالين) هذا اسمه العلمي، وله مسمّيات تجارية كثيرة، منها: (زولفت) و(لسترال)، لكن ربما يكون في بلادكم تحت مسمّى تجاري آخر.
والإندرال يمكن أن يُستعمل كدواء مساعد، لكن الدواء الرئيسي هو السيرترالين، وتوجد أدوية أخرى مشابهة مثل (سبرالكس).
فيا أخي: الأمر في غاية البساطة، تناول الدواء، حقّر فكرة الخوف، وعليك المزيد من التعرُّض والتعريض للمواقف الاجتماعية، وكن أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وكما ذكرتُ لك: وظيفتك يجب أن تُوظّف وتُستغلّ من أجل العلاج لحالتك، ودائمًا راقب لغتك الجسدية وتعابير وجهك ونبرات صوتك، هذه مهمَّة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.