كيفية التعامل مع الزميلة التي يظهر من معاملتها شيء من الحسد والغيرة
2005-10-05 12:00:34 | إسلام ويب
السؤال:
كيف أتعامل مع زميلة بالعمل تغار مني غيرة قاتلة، حتى إننا عندما نكون معاً في غرفة واحدة أشعر بجسدها يهتز ووجهها يتلون، وتقوم بإثارة الموظفين الآخرين ضدي من خلال الأكاذيب والمؤامرات التي تحاك من وراء ظهري وأنا غافلة لا أعلم ما تقوله للناس وما تفعله! هل أواجهها وأوقفها عند حدها أم هذا الأسلوب قد ينقلب علي؟ أرجوكم ساعدوني، فهي إنسانة عدوانية جداً نتيجة غيرتها الهادئة القاتلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كيد الكائدين وحسد الحاسدين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما قيل: كل ذي نعمة محسود، وهذه قاعدة هامة تقع في جميع ميادين الحياة، فما من شخصٍ ناجح أو موفق إلا وتجدين له من يحسده ويحقد عليه ويتمنى زوال ما هو فيه من نعمةٍ وخير، وهذا الصنف الأخير نجده غالباً يُعاني من أمراض نفسية تدفعه إلى هذا السلوك العدواني، بل إن بعضهم قد يحاول إصلاح علاقته مع من يغار منه أو يحسده، إلا أنه لا يوفق غالباً في ذلك، أو قد لا يستمر طويلاً؛ نتيجة إلحاح هذه الأمراض عليه، فهو في أزمةٍ حقيقية فعلاً؛ لأن مشكلته مع نفسه أعظم بكثير من مشكلته مع غيره، وعند تعاملنا معه لابد أن نعلم أن هذا الشخص ضحية التربية غير السوية والأمراض النفسية فنترفق بهم ونقدر ظروفهم، لذا أنصحك بالاجتهاد في الإحسان إليها، والصبر عليها، ومساعدتها، ومحاولة التقرب منها، وإهدائها بعض الهداية، ومساعدتها في عملها إن اقتضى الأمر ذلك، فإنك بذلك إما أن تخرجيها من أزمتها وحالتها النفسية وتساعدينها على التخلص من تلك العقد النفسية، وإما أن تزيدينها ألماً على ألمها ومرضها حتى تنفجر فيك فتواجهك بصراحة، أو تترك لك المكان وتبحث عن مكانٍ آخر، وكم أتمنى أن توفقي في مساعدتها والإحسان إليها في التعامل، حتى تُشعري من معك على الأقل أنها تفتري عليك الكذب والأقاويل وأنها شخصية غير طبيعية، واجتهدي في الصبر عليها وعدم فعل ما يُثيرها أو يؤثر في نفسيتها، وأكثري لها من الدعاء بصلاح الحال ولنفسك بأن يحفظك الله من كيدها وكيد غيرها من شياطين الإنس والجن.
واعلمي أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد هو جل شأنه، فلا تشغلي نفسك بها أو بغيرها.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.