أعاني من وساوس وأفكار سيئة أريد التخلص منها، فما الحل؟
2020-02-02 05:13:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالب جامعي، عمري 22 سنة.
مشكلتي هي أني منذ الصغر حصلت لي بعض المشاكل والأزمات أدت بي إلى ضعف شخصيتي، لكن مع مرور الوقت هداني الله، ثم أصابني وسواس قهري، ولكن بفضل الله كان صديقي يساعدني كثيرا، لكني شعرت بأني أثقلت عليه، فذهبت لطبيب نفسي، وطلب مني استخدام العقل المسيطر لتسيير حياتي بدل المشاعر والعواطف، ففعلت هذا، وتحسنت حالتي والحمد لله، وقل اعتمادي على الناس كثيرا، لكن أحيانا عندما أذهب للصلاة أو أكون في الخارج تتغير مشاعري وتضطرب، فمثلا يأتي أحد يقول لي فلان مات، فتصيبني نوبة من الضحك والاستهزاء، لا أدري لماذا؟ مع أنني أحب هذا الشخص، وعندما أصلي أريد أن أتذلل لله أتذكر أبي في الصلاة، فأشعر كأنني أسويه برب العالمين -أستغفر الله- ويصيبني خوف من الناس كخوفي من الله، وقد حاولت التخلص من هذه المشكلة، ولكنها تعود.
وكلما سمعت آية عن الشرك ينتابني الغضب والكبر؛ لأنني أشعر بأن هذه الآية تحدثني، ولكن ليس بيدي حيلة، ويتولد لدي شعور بالكبر والغضب عند دخول المسجد، وتحدثني نفسي بأن هذا القرآن لن يؤثر عليك، أنت قوي بسبب كثرة الآيات التي سمعتها في المسجد عن الشرك، لقد تعبت كثيرا، فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
رسالتك واضحة جدًّا، والأفكار التي تأتيك بالفعل هي أفكار سخيفة ومزعجة، لكن أطمئنك تمامًا أنها مجرد أفكار وسواسية، والوسواس أصلاً هو سخيف، والإنسان لا يؤاخذ عليه، ومن أفضل سُبل علاجه هي: أن تحقّره، وألَّا تنسجم معه، وألَّا تدخل معه في حوار أو نقاش أو تحليل له، وألَّا تخضعه أبدًا لأي نوع من المنطق، لأنه لا يوجد بالوسواس منطق، حين تبدأ الخاطرة لديك هنا قاومها، حقّرها، انتهي عنها، وإن كنت خارج الصلاة خاطب الفكرة الوسواسية مباشرة قائلاً: (أقف، أقف، أقف، أقف) تُكرِّرُ ذلك حتى تحسّ بالإجهاد.
وهناك تمارين سلوكية أخرى كثيرة، مثلاً: التمارين التي تؤدي إلى تنفير الفكرة، تمرين بسيط وعملي:
- اجلس أمام طاولة خشبية مثلاً، وفكّر في أحد هذه الوساوس. ثم بعد ذلك قم بالضرب على يدك على سطح الطاولة حتى تحس بألم شديد. كرر هذا التمرين، لكن يجب أن تربط وبصورة وثيقة جدًّا ما بين الفكرة الوسواسية وما بين إيقاع الألم على نفسك، تكرِّرها عشرة خمسة عشرة مرة على الأقل.
علماء السلوك والنفس وجدوا أن الأشياء المضادة لبعضها البعض لا تلتقي في حيِّز فكري واحد، بمعنى أن الألم مضادٌ للوسواس، لذا سوف يؤدي إلى تلاشي الوسواس، وهكذا...
- أو يمكن أن تشمّ رائحة كريهة ونفس الوقت تستجلب الفكرة الوسواسية، هذا أيضًا من التمارين الجيدة الذهنية.
- أو يمكن أن تتذكّر حادثًا مأسويًّا، وتُدخل الفكرة الوسواسية في ذات الوقت على نفسك... وهكذا.
وهذه التمارين كلها تؤدي إلى تنفير الوساوس.
البشرى الكبرى التي أريد أن أسوقها لك هو أن هذا النوع من الوسواس - بما أنه وسواس فكري - يستجب بصورة ممتازة جدًّا للعلاج الدوائي، وأنت تحتاج لدواء واحد، أرجو ألَّا تتردد في تناوله، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي سوف يؤكد لك على نفس ما ذكرتُه لك، وهذا قد يزيد من فقناعتك بتناول الدواء.
من أفضل الأدوية التي ننصح باستعمالها في حالتك عقار يُسمَّى (فلوكستين) هذا هو اسمه العلمي، وتجاريًا يُسمَّى (بروزاك)، وله مسمَّيات تجارية أخرى كثيرة، ربما تجده في بلادك تحت مسمَّى تجاري غير البروزاك. الجرعة هي: أن تبدأ بعشرين مليجرام يوميًا، تتناولها بعد الأكل نهارًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها كبسولتين يوميًا – أي أربعين مليجرامًا – وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
البروزاك – أو الفلوكستين – يُعرف بأنه دواء سليم جدًّا، لا يُسبِّبُ الإدمان، لا يُسبِّبُ النّعاس، لا يزيد الوزن، وفائدته حقيقة فاعلة جدًّا من الناحية العلاجية. أحد آثاره الجانبية البسيطة هو أنه ربما قد يؤدي إلى تأخُّر في القذف المنوي بالنسبة للمتزوجين عند الجماع، لكنّه لا يؤثّر على ذكوريّة الرجل أو صحته الإنجابية. هذا الأثر الجانبي قد يحدث وقد لا يحدث.
وتوجد أدوية أخرى كثيرة لكن البروزاك هو الأفضل والأسلم.
هذه هي نصيحتي لك، ونصائح عامَّة: أريدك أن تشغل نفسك؛ لأن تجنُّب الفراغ دائمًا يُساعد على تقليل الوساوس، وأن تكون دائمًا متفائلاً، وعليك بالتواصل الاجتماعي، وبر الوالدين، خطِّط لحياتك، وكن من المتميزين في دراستك. الحياة على هذا المستوى الإيجابي تُقلِّص تمامًا من الفكر الوسواسي وتفتِّته تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.