فتاة وعدتني بالزواج وانسحبت في آخر لحظة من حياتي، فماذا أفعل؟
2020-02-19 03:58:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 27 سنة، بفضل الله أحاول قدر الإمكان أن أتقرب إلى الله، في حياتي ما لمست فتاة، رأيت إنسانة ذات خلق ودين، عمرها 21 سنة، فاستخرت الله وتقدمت إليها، واتفقنا على كثير من الشروط، ووضحت لها كل شيء يتعلق بي، تم الاتفاق باهتمام كبير، فرحت لأنني وجدت سندي في الحياة، سنة ونحن نتحدث عبر الهاتف كتابيا حتى الصوت كنا نتفاده، ولم أتجاوز حدود الشرع أو تجرأت على ما لا يرضي الله تعالى في تعاملي مع هذه الفتاة، بعدما تعلقت بها وزاد اهتمامي بها وأملي أن يصل ذلك اليوم بعد إكمال المشوار الدراسي للفتاة، مع أنني مستعد للزواج لأحصن نفسي.
خيبت أملي وتخلت عني ببساطة، وكل ما كانت تقوله كذب، سبب التخلي هو المال والطمع، بمعنى آخر لديهم تخوف من المستقبل البعيد، الحمد لله عملي بخير، هذا من فضل الله علي، الذي أعرفه أن الدين والخلق أهم شيء يجب مراعاته، فما هو موقف الشرع من هذا الأمر؟
الذي حز في نفسي أني كنت أرتب أمور الزواج، وكيف لي أن لا أقع في هذا المشكل مجددا في التعلق؟ أنا جد حساس، أصبحت أخاف من الزواج، لا أعرف ما ذنبي! طبعا هذا قدري وأنا راض به -ولله الحمد-، لكني أتألم، كسرتني ولم أقترف معها أي حديث جنسي أو رومانسي أو غير أخلاقي، كنت أحترمها كثيرا، أشعر بظلم كبير تجاهها، قالت في آخر الكلام أن أمها تريد حياة أفضل لابنتها، الفتاة حياتها بسيطة جدا أقل منا، لا يملكون مسكنا، ويعيشون مع أسرة أخرى، وهم في مشاكل، أبوها طلق أمها منذ سنوات.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونشكر لك مجيئك لدار الفتاة من الباب، ونهنئك على رضاك بما قدّره الله مُقدِّرُ الأقدار، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يرزقك بمن هي خيرٌ منها، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لك السعادة والآمال.
يا بني: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم}، بل الخير في الذي حصل، والله لا يختار لك إلا ما يناسبك ويناسبها، وسوف يعوضك الله خيرًا إذا رضيت عن الله اختياره، وما يقدره الله لنا أفضل من الذي نتمناه لأنفسنا، ولو كُشف الحجاب ما تمنى الناس إلَّا ما قدّره الله لهم، كما قال الفاروق عمر - رضي الله عنه - أو عمر بن العزيز، قال: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار)، ولا يخفى عليك أنه لا لوم عليك، ولا نقص فيك، ولست أول شاب تعتذر منه فتاة، فلا تتأثّر، ولا تهتز، بل احمد الله أن الأمر حصل في البدايات، واحرص على طي تلك الصفحات، وأقبل على الحياة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، وأبشر بالخير والمعونة من الله، فإنك صدقتَ معها، ولا خوف عليك، بل الخوف عليها.
واعلم أن العاقل يستفيد من تجاربه، فابحث عن عاقلة، ديِّنَة، فاضلة، إذا نظرت إليها سرَّتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها، وأشرِك أسرتك - الوالدة والأخوات والمحارم - في اختيار مَن تريد الزواج بها، فإن وجدتَّ الفتاة المناسبة وسألتَ عنها وسألتْ عنك فعجّل بإكمال المراسيم، وتواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك، ويسهّل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، والطاعة لرب العباد، وسوف نسعد بتواصلك ودوام التشاور حتى تجد الفتاة المناسبة، ولا تحزن على دنيا فاتتك، وأقبل على الله وستجد من الله فضلاً كبيرًا وعونًا وسدادًا.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والطاعة لرب العباد.