شاب يرغب في الزواج من فتاة أصغر منه وهي بعيدة عنه.
2005-10-03 15:47:20 | إسلام ويب
السؤال:
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستشيركم في أمر أرقني كثيراً، وهو أنني أحبّ فتاة من ّ الله عليها بالدين والأخلاق الفاضلة، وأتمنى أن تكون زوجتي، وأحاول وأجتهد لأجل ذلك، لكن ما عكر صفوي هو أنها بعيدة منّي كل البعد حيث تعيش في أمريكا وأنا أعيش في دولة عربية، هذه مشكلة، المشكلة الثانية أنها صغيرة السن.
ثم إنني لم أتمكن من الحديث معها إلا قليلاً؛ لأنه ما عندها موبايل خاص، علماً أنني أتمتع بسمعة طيبة عند أهلها خاصة عند أمها وإخوانها، وأخشى إن طلبت من أهلها أن يرفضوني بدعوى أنني بعيد منها أو أنها صغيرة ولم تكمل تعليمها بعد فأخسر البنت والسمعة معاً، علماً أن هناك أخاً لها يحبّ أن يساعدني في هذا الموضوع، أطلب منكم أن ترشدوني ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدّر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.. وبعد،،،
فإن رغبة أخ الفتاة في مساعدتك هو أفضل وأقصر طريق إلى الفتاة وأهلها، وهذا هو الأسلوب الصحيح الذي ترتضيه الشريعة، وهو الطريق الذي يحفظ لك سمعتك ومكانتك عند أهل الفتاة وعند الناس، وهو قبل ذلك أسلوب يرضاه الله.
أما أن تجعل بينك وبين الفتاة اتصالات ومراسلات في غفلة أهلها ومن وراء ظهرهم، فإن ذلك لا يُرضي الله، ويضع من مكانتك ومنزلتك عندهم، وقد يعاقبك الله على ذلك برفض أهلها لزواجك منها، ولعل في بعد الديار مصالح لك؛ حتى لا تنشغل بها أكثر من اللازم فيؤثر ذلك على دينك ودنياك.
وهيئ نفسك لاستقبال كل الاحتمالات، واشغل نفسك بدراستك وعبادتك، واطلب من أخ الفتاة أن يعرض على أهلها رغبتك في الارتباط بها، فإن كان الرد إيجابياً فاجتهد في إعداد نفسك للزواج، وإن كان الرد بعدم الموافقة فلا تحزن والنساء كثير، واحفظ علاقتك بأسرة الفتاة، وابتعد عن الاتصال بها، فإن ذلك لا يحل لك؛ فهي أجنبية عنك.
ولست أدري كم عمر الفتاة؟ لكنك تزعم أنها صغيرة، فلا داع لأن تشغل نفسك بها من الآن، وإن كانت أكثر من عشر سنوات فقد أصبحت امرأة، وقد تزوج رسولنا من عائشة وهي بنت تسع سنين، كما أن هناك فرقاً بين أن يتكلم الإنسان عن امرأة ويطلب يدها وبين الزواج منها، فقد يكون الزواج بعد سنوات، ولكننا دائماً ننصح بالمسارعة بمسألة الزواج، فخير البر عاجله، ولكننا نحذر الشباب من التفكير في هذا الأمر قبل وقته المناسب؛ لأن ذلك يؤثر على تحصيلهم العلمي وربما على دينهم ودنياهم.
فلا داعي للقلق، وسر بخطوات ثابتة، وابدأ بالاستخارة ثم بالاستشارة، وعليك بكثرة الدعاء والتوجه إلى من يُجيب من دعاه، وكن في حاجة إخوانك ليكون الله تعالى في حاجتك، وكن برّاً بوالديك، واطلب منهما الدعاء، وأطلعهما على رغبتك هذه حتى لا يسمعوا بخبرك من غيرك.
نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به.