زوجتي تسيء التعامل معي ومع جيرانها.. هل أطلقها؟
2020-04-06 06:39:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج منذ عشرة أعوام، ورزقني الله بولد وبنت، والآن زوجتي حامل في الشهر الأخير، بعد زواجي بعام بدأت المعاناة، يشكو منها جيرانها من المشاكل والألفاظ.
أثناء المشاكل كنت أحاول أن أرضي الناس، ولكن وضعها يسوء، وكشفت عليها عند دكتور نفسي، فكان التشخيص أنها تعاني من ثنائي القطب، وأخذت العلاج واستقر الحال بنسبة 80 في المائة، ثم أوقفت العلاج أثناء الحمل، وهي الآن أسوأ من الأول بكثير، تتلفظ بألفاظ جارحة، وتكره كل الناس، وتفتعل المشاكل مع من حولها لأتفه الأسباب، وتتطاول عليّ بألفاظها وعلى أهلي وتتكلم كثير جدا، لدرجة أنني فكرت بالانفصال عنها تفكيرا جادا، ولكن أطفالي أمام عيني أخاف عليهم أن يكون في سجلهم أن أمهم مطلقة.
مع العلم أني أذكرها بالله دائما، ولكن بلا جدوي أنها لا تخاف الله، ولا تشعر بتأنيب الضمير، وتكذب وتنم، وأنا الآن أعاني من الاكتئاب بسببها وألاحظ نظرة الناس لي بأنني ضعيف، وأحس بشفقتهم علي، وهي لا يشغلها شاغل، وأهلها لا يوجد أحد بجانبي، ليس لها أي كبير، فماذا أفعل؟
بالله عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك أخي: على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر زوجتك، هذه السيدة كما تفضلت تعاني من حالة نفسية أساسية، وغالباً الذي تعاني منه بالفعل هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ويظهر الآن أنها في حالة هوسية، لذا لا تتحكم في ألفاظها، وكما تفضلت أن ألفاظها قد لا تكون متوائمة مع ما هو مقبول اجتماعيا وأدبيا، مع احترامي الشديد لها، كما أن كلامها كثير جداً هذا دليل على وجود الهوس.
ويا أخي الكريم: هذه السيدة يمكن أن تعالج، وفي الحمل نتجنب الأدوية التي قد تؤثر على الأجنة، لكن هذه السيدة الآن هي في نهاية الشهر الأخير، ومعظم الأدوية سليمة جداً في هذه المرحلة، اذهب بها إلى الطبيب فهي الآن تحتاج لدواء مثبط للهوس، وهناك أدوية كثيرة جداً ممتازة وسليمة جداً، ونعطيها في فترة الحمل خاصة الشهور الأخيرة، دواء مثل أولنزبين يعتبر ممتازا جداً، وفاعلا جداً، دواء مثل السيركويل.
أخي الكريم: أرجو أن تتفضل، وتذهب بها إلى الطبيب، وهنالك أدوية أخرى أدوية قديمة مثل: الهلوبيبرادول مثلاً دواء رخيص جداً ومفيد جداً في مثل هذه الحالات، وأنا متأكد أنها سوف تستجيب استجابة ممتازة جداً، فيا أخي بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على تحملك لها.
المرض قطعاً حالة ضعف في حياة الإنسان، خاصة حياة المرأة، وأنت مأجور على وقوفك بجانبها، وتريد أن تحفظ الأسرة مع بعضها البعض الأولاد وأمهم، وأنت مأجور على ذلك -إن شاء الله تعالى-، وأريدك بالفعل أن تحسن إليها -بارك الله فيك-، أن تحسن إليها من خلال الذهاب بها إلى الطبيب والتأكد أنها قد أخذت الدواء.
أريد -حفظك الله- أن أنبهك إلى أمر مهم جداً، بعد أن يكتمل الحمل -إن شاء الله- وتضع المولود فترة ما بعد الولادة أيضاً هي فترة تتميز بظهور انتكاسات مرضية خاصة لمثل هذه الحالات، 70 إلى 80% من هذه الحالات تتطلب مراقبة نفسية، واستمرارها على العلاج الدوائي، فأريدك أن تتحسب لهذه الفترة، وتضع الخطة اللازمة مع الطبيب على أن تكون زوجتك الفاضلة مستمره على الدواء فترة 6 أشهر الأولى بعد الولادة، فهي فترة هشاشة بالنسبة لمرضى الفصام، أو مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأقصد بالهشاشة أنهم قابلين جداً للانتكاسة المرضية.
لذا يجب أن نتحوط ونكون مستبصرين أخي الكريم، وقضية إعطاء الأدوية في هذه الفترة محسومه أيضاً، الشيء الوحيد الذي قد يكون حوله شيئا من اللغط هو أن هنالك أدوية معينة يسمح معها بإرضاع الطفل، وهنالك أدوية لا يسمح بإرضاع الطفل، فإذاً هذا الشيء أيضاً يجب أن نلاحظه، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يقوم بالإرشاد اللازم.
إذاً نحن الآن لدينا مرحلتان مع هذه السيدة، علاجها الآن وهذا يمكن أن تبدأ بالدواء مباشرة، وكذلك علاجها أو منع الانتكاسات بعد الولادة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي الاستشاري الشرعي والتربوي.
++++++++++++++++
نشكر لك ابننا وأخانا الكريم التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأن يصلح هذه الزوجة، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لكم السعادة والآمال.
إذا كان العلاج قد نفع بنسبة 80% فما عليك إلا أن تصبر حتى تنتهي هذه المرحلة، ثم بعد ذلك تستأنف العلاج وفق توجيهات الطبيب المختص، وأرجو أن تستفيد من إجابة دكتورنا الفاضل الدكتور محمد نسأل الله أن يبارك فيه وفي جهوده، ولكننا نبشرك بأجر الصابرين وثوابهم عند الله تبارك وتعالى، وندعوك إلى الاستمرار في الاعتذار من الأطراف التي تتأذى من كلام هذه الزوجة.
نؤكد لك أن الأمر يحتاج إلى أن تعرض المسألة عرضا شاملاً، فهذه الزوجة رغم السلبيات التي ذكرت فلها إيجابيات، وكنا نتمنى أن نسمع ونرى صورة كاملة؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولكن على كل حال ستستفيد من إجابة الدكتور محمد المتخصص في جانب العلاج والجوانب النفسية، وهو من الأسماء الكبيرة في هذا العلم، ونسأل الله لنا وله ولكم التوفيق والسداد.
أما نحن فندعوك أولاً إلى كثرة الدعاء لنفسك ولها، ثانياً: الاستمرار في الأعتذار لكل من تسيء إليهم، الأمر الثالث: الصبر عليها؛ لأنك تؤجرعلى هذا الصبر، تفادي الأسباب التي تجعلها تشتم وتتكلم عن أهلك، كتمان ما يحصل من تصرفات تجاه أهلك، ومن كلمات عن أهلك؛ لأن الإنسان ما ينبغي أن ينقل إلا الخير، فإذا أساءت لأهلك فهي تعطيهم حسنات، وأهلك لن يتضرروا ما لم يسمعوا هذا الكلام، أيضا ينبغي أن تقدر حالتها المرضية فالمريض يعذر والإنسان يحتمل منه، ويصبر عليه.
كذلك أيضاً ينبغي أن تجتهد في حسن التربية لأبنائك وتجتهد في تخليصهم من الآثار السالبة لسلوكياتها السالبة التي أشرت إليها في السؤال، ونتمنى أيضا أن لا تأخذ المسألة عندك أكبر من حجمها، فإن الإنسان يحتاج إلى أن يتأقلم مع مثل هذه الظروف المرضية التي تمر بها الزوجة، ونسأل الله أن يعينك على الصبر، وأرجو أن لا تهتم كثيراً بنظرة الناس، وتجتهد في إبعاد أيضاً أي مجال للاحتكاك بالآخرين، تتفادى أسباب عدوانها على الناس وعدوانها على نفسها وعدوانها على أهلك، وتجتهد أيضاً وتستمر في تذكيرها بالله تبارك وتعالى وبيان العواقب التي تعود إليها عندما تسيء للآخرين وتشتمهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الصبر.
نحن لا نؤيد فكرة المسارعة بطلاقها، وقد أحسنت أيضاً برفضك للفكرة، فإنك قد تلحق الضرر بها، وتلحق الضرر بأطفالها وتلحق الضرر بمستقبلهم كذلك، ولكن نسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك ثواب الصابرين، وبشرى لك فإن العاقبة للصابرين، ونتمنى أن تستمر في الاستماع لتوجيهات الأطباء والمختصين، وتشجع استمرارها في استخدام الأدوية والعلاجات، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع.
ونسأل الله لنا ولكم الخير.