توجيه لمطلقة بكيفية الحصول على وثيقة الطلاق في ظل استهتار المطلق.
2003-11-09 04:53:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة عربية مسلمة، أؤمن بالله سبحانه وتعالى وبالقضاء والقدر، مطلقة وفي مقتبل العمر ومن بلد إسلامي يعمل بالشريعة الإسلامية، ومن مجتمع متشدد ومنغلق على نفسه.
أعيش حالياً مع ابني الوحيد الذي يبلغ من العمر واحداً وعشرين سنة في بلد عربي غير بلدي الأساسي، حيث يتابع دراسته الجامعية.
مشكلتي تتلخص بأنني مطلقة منذ ما يقارب الخمس عشرة سنة ولكن بدون إثبات للطلاق لدى الدوائر الشرعية المختصة، ومطلقي يرفض الاستجابة لطلبي، وعمل ما يلزم لتشريع ذلك خوفاً من أن أتزوج برجل آخر، وهو يريد أن يبقيني كالوقف بدون حل وبدون زواج لإرغامي على البقاء مع ابني؛ لأنه متزوج من امرأة أخرى وله منها أولاد ولا يريد ولدي مع أولاده.
لقد حاولت كثيراً وما زلت أحاول أن أحصل على وثيقة للطلاق ولكنه مصر على رأيه وماض بتعنته، وقد حاولت مع إخوتي وهم ليسوا قليلي العدد لينصفوني منه ولكن بدون أدنى فائدة؛ لأنهم يريدونني أن أظل بعيدة عنهم.
عاداتي وتقاليدي تمنعني من اللجوء للمحاكم، وأنا أريد حقي الشرعي بالحسنى، والأيام تمضي والسنون كذلك وأنا على هذه الحال، مع العلم بأني لست منتفعة منه بشيء، وهو لايقدم لي شيئاً، وكلما احتجت لشيء أطلبه من أهلي وهم يتجاوبون معي على قدر المستطاع، ولكن بدون حل.
أفيدوني بالحل كيف أتصرف إن كان لديكم حل، وجزاكم الله خيراً، وكل عام وحضرتكم بخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن ييسر كل أمرك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يبارك لك في ولدك ويجعله باراً بك حريصاً على إكرامك كما ضحيت من أجله.
واعلمي أختي الكريمة أن الله نصب الولاة والقضاة والحكام في الأرض للعدل بين الناس، وأن هناك أموراً لا يمكن حلها إلا بواسطة ولي الأمر، خاصةً عند تعنت البشر وهضمهم لحقوق غيرهم وعدم رغبتهم في الحل أو الصلح بالتفاهم والمودة والرحمة، ولذا أقول لك:
ما دام الأمر كما ذكرت؛ فأرى أن ترفعي أمرك إلى ولي الأمر، وأن تتجهي إلى المحاكم لأخذ حقك، وهذا هو السبيل المشروع، وهو ليس عيباً ولا حراماً ولا منكراً، ودعي عنك تلك العادات والتقاليد التي لم تنصفك ولم تأت لك بحقك، فأرى أن تتوجهي إلى المحاكم ما دمت راغبة في الحصول على الوثيقة اللازمة لإثبات طلاقك، ولاحتمال أن يتقدم إليك من له نصيب فيك، خاصة أن ولدك في سن تؤهله لأن يتفهم ظروفك، بل وأن يساعدك في ذلك دفعاً لظلم أبيه لك ورداً لشيء من حقك السليب، وإذا لم تتمكني من ذلك -وإن كان سهلاً ميسوراً- فليس أمامك إلا الصبر الجميل، وعاقبة الصابرين دائماً إلى خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا).
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.