إعجاب شاب بمدرسته ورغبته الزواج بها مع تقارب السن
2005-10-04 09:07:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبحث عن زوجة صالحة، وشاء القدر أن أتعلم اللغة الإنجليزية بأحد المراكز، وشاهدت الأستاذة التي ستقوم بتدريسي فإذا بها أصغر مني بسنة، وتبدو عليها علامات الصلاح من أسلوبها في الكلام ولبسها المحتشم، بدأت أتابعها بنظراتي دون أن أشعر وأصبحت أنتظر ميعاد الكورس بشغف حتى أراها وأحاول أن أجتهد حتى ألفت انتباهها، وهي أيضاً تبدو معجبة بي، هل هذه المشاعر هي إعجاب أم مراهقة أم حب؟ وهل تصلح لي كزوجة على الرغم من أننا في نفس السن تقريباً؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، وأن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،،
فإن المسلم مأمور بالبحث عن صاحبة الدين؛ لأن كمال الدين وجمال الأخلاق هو الذي يبقى، أما جمال الجسد فعمره محدود، وتؤثر عليه الأيام بمرورها والحياة بأزماتها، وإذا وجد الإنسان ما يريد فخير البر عاجله، والمسلم يحرص على تصحيح الأوضاع؛ لأنه لا يجوز لك أن تتابع هذه المدَرِّسة بنظراتك دون أن يكون هناك رابط شرعي، وكم كنت أتمنى أن تدرس عند غيرها من الرجال؛ فإن ذلك أحفظ للدين وأدعى للفهم والتفرغ لطلب العلم، وإذا أعجب الشاب بفتاة فإنه يسأل عن أهلها وأسرتها، ويتقدم لطلب يدها من وليها، وفي هذا دليلٌ على جدية الرجل، وعلى عفة الفتاة، وفيه فوائد عديدة؛ لأنك تستطيع أن تعرف أحوال أهلها وحرصهم على الدين والقيم، وتعطيهم كذلك فرصة للتعرف عليك والسؤال عن أحوالك.
ولا ننصحك بالتمادي في هذه العواطف المحرمة؛ لأنك لا تدري ماذا سيكون الجواب،! وهل هذه الفتاة المؤدبة مرتبطة أم لا؟ وربما تحول عوائق دون إتمام هذا الأمر فتكون قد أدخلت نفسك في ضيقٍ وحرج.
ونحن نؤكد دائماً أن الحب الحقيقي هو الذي يبدأ بالزواج ويزداد مع الأيام والطاعات رسوخاً وثباتاً، أما حب المجاملات فإنه لا يدوم، وإن حدث الزواج فتكون تلك المشاعر خصم من رصيد السعادة الأسرية مستقبلاً، ولا شك أنك الآن تهتم بمظهرك وتظهر لها أحسن ما عندك من الصفات لتلفت نظرها، وهي كذلك تظهر لك الظرافة والحشمة والأدب ربما لرغبتها فيك، وربما لأن هذا جزء من المصائد التي تنصبها المراكز التجارية لجلب الزبائن وكسب السمعة الحسنة في السوق، وما من أنثى توجد مع رجل في مكان إلا وحاول كل طرف إظهار أحسن ما عنده، وإذا كانت هناك خلوة فإن الشيطان هو الثالث الذي يزين القبيح حتى يخدع من يزعم أنه يملك العقل الصحيح.
ولا شك أن كل أنثى تصلح زوجة للرجل، ولكن لابد من خطوات حقيقية لاكتشاف الحقيقة، وإذا وُجد طرف ثالث كأختك أو محرم لها ليوصل تلك المشاعر فإن هذا أسلوب جيد يرفع الحرج ويعطي الإجابة التي ليس فيها مجاملة، ولا شك أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وحتى لا يطيل مدة الكورس وتخدع نفسك لابد من المبادرة بالذهاب لأهلها أو الاجتهاد في معرفة وأبيها عن طريق وسيط، وقبل ذلك نوصيك بالاستخارة وهي طلب الدلالة على الخير ممن يبده الخير، ثم مشاورة أهل الخير والصلاح، وهذا لو كانوا ممن لهم معرفة بأسرة الفتاة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.