الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
طبعًا تشتت الانتباه وعدم التركيز منذ الصغر يلفت انتباهنا لأمر مهمٌّ جدًّا، وهو: هل كان لديك ما يُسمَّى بفرط الحركة مع تشتت الانتباه؟ هذا تشخيص معروف - أخي الكريم - وفي بعض الأحيان يكون تشتت الانتباه وضعف التركيز وحده متلازمة تشخيصية دون أن يكون هناك فرط في الحركة، وهذه المتلازمة تظهر عند الكبار في شكل تشتت في الانتباه وعدم تركيز دون أن تكون هنالك مشكلة في الحركة.
عمومًا التأكد من هذا الجانب مهم، لأن العلاج يكون عن طريق أدوية معيّنة، أدوية مثل الـ (ريتالين Ritalin) أو الـ (استيراتير Strattera)، وهي مجموعة من الأدوية خاصّة جدًّا تُعطى لمثل هذه الحالات، لكن مع ضرورة وأهمية تأكيد التشخيص.
ما دام لديك القلق والتوتر، فهذا يُساعد أيضًا في التشتت الذهني ولا شك في ذلك، وإن لم يكن بالإمكان أن تقابل طبيبًا نفسيًا لتأكيد التشخيص؛ في هذه الحالة أقول لك: تناول أحد مُحسّنات المزاج ومُزيلات القلق، والذي -إن شاء الله تعالى- أيضًا يُساعدك كثيرًا في تحسين التركيز، الدواء هو (استالوبرام Escitalopram) ويسمَّى تجاريًا (سبرالكس Cipralex) وهو مشهور جدًّا، تنتجه شركة (لون بك) الدنماركية، وهو دواء سليم، وغير تعوّدي، فقط بالنسبة للمتزوجين عند الجماع ربما يُؤخّر قليلاً القذف المنوي، لكنّه لا يؤدي أبدًا إلى أي عقم أو مشاكل في الصحة الذكورية أو الإنجابية.
تبدأ في تناول السبرالكس - أخي الكريم - بجرعة خمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها لمدة عشرة أيام، ثم اجعل الجرعة حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وتناولها يوميًا لمدة ستة أشهر. الجرعة القصوى هي عشرون مليجرامًا يوميًا، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة الكبيرة، عشرة مليجرام سوف تكون كافية جدًّا، سوف تُحسّن -إن شاء الله تعالى- من التركيز، وذلك من خلال علاج القلق والتوتر.
بعد انقضاء الستة أشهر اجعل الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وبجانب العلاج الدوائي وبفضلٍ من الله تعالى أنت رجلٌ مستقيم، نسأل الله أن يزيدك في ذلك، أقول لك: احرص على الرياضة، فهي مهمَّة جدًّا، خاصّة رياضة المشي في مثل عمرك تُحسّن التركيز، ترفع من مستوى الانتباه الذهني، هذا مؤكد، وقطعًا قراءة القرآن وتدبُّره تُحسِّن التركيز، {واذكر ربك إذا نسيت}.
ولابد - يا أخي - أن تنظّم حياتك، بحيث تنام مبكّرًا، النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى ترميم كبير في خلايا الدماغ، ولا تنم أثناء النهار أبدًا، وبعد صلاة الفجر مثلاً حاول أن تُنجز بعض الأمور التي تتطلب منك الانتباه والتركيز (قراءة وردك القرآني مثلاً، لو كان لديك أي شيء في الكمبيوتر، يعني تود أن تتصفّح وتركّز عليه... وهكذا)؛ لأن البكور فيه خير كبير وكثير، والمواد الكيميائية الدماغية الفعّالة تُفرز في فترة الصباح.
فيا أخي: هذه أمور بسيطة لكنها مهمّة جدًّا، وأنا سعيد جدًّا لرسالتك هذه، وأسأل الله أن يفيدك بما ذكرناه لك، ونسأل الله أن يبلّغنا جميعًا الشهر الفضيل.
وللفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية: علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا
226145 -
2113978 -
2230509
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.