الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله صيامكم وطاعتكم.
الناس تختلف كثيراً في التعبير عما بداخلها من وجدان وعواطف، والبناء النفسي يختلف بين الناس ويتباين، وكذلك البناء النفسي للشخصية، الظاهرة التي تتكلمين عنها موجودة لدى الأشخاص الحساسين، ونحن لا نعتبرها مرضا، قد تكون مزعجة بعض الشيء لك، لكن في نهاية الأمر الإنسان يمكن أن يدرب نفسه على سلوكيات جديدة تكون مخالفة تماماً لموضوع العصبية والضيق الغير مبرر، وسرعة التأثر، البكاء غير المبرر على وجه الخصوص، موضوع الانعزال في بعض الأحيان، اضطراب النوم أو بصفة أدق اضطراب الساعة البيولوجية لديك؛ لأن النوم الليلي هو النوم الأفضل: (وجعلنا الليل لباسا) وعدم النوم الليلي يخل كثيراً بالصحة النفسية عند الإنسان.
أنت محتاجة لأن تعبرين عن نفسك، لا تحتقنين، عبري عن نفسك أولا بأول، لأن الإنسان الذي يتعلم أن يخرج ما بداخله ويفتح للنفس محابيسها ويتجنب الاحتقان الداخلي أي التعبير عن طريق الكلام، وليس عن طريق التفاعلات الوجدانية كالبكاء والضيق وخلافه، فهذا علاج أساسي، العلاج الثاني هو تكثيف ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة ستكون مفيدة جداً لك، ولأن الرياضة تمتص طاقات الغضب والعصبية والتوتر.
ثالثاً: أريدك أن تقرئين في السنة النبوية كيفية التعامل مع الغضب، الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا أنه مع بوادر الغضب الأولى يجب على الإنسان أن يغير وضعه، إذا كنت واقفة اجلسي، إذا كنت جالسة اضطجعي، ثم اتفلي على شقك الأيسر ثلاثاً، وأكثري من الاستغفار، ويمكن للإنسان أن يتوضأ أيضاً إن جربتها مرة ومرتين سوف تفيدك كثيراً، عليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين الشهيق والزفير المتدرج ممتازة جداً، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعد استشارة رقمها
2136015 يمكن الاطلاع عليها والاستفادة من التوجيهات والإرشادات الموجودة فيها.
حسن إدارة الوقت مهمة جداً بالنسبة لك، ودائماً أعطي نفسك جانب الجدية والمسؤولية، وأريدك أيضاً أن تضعي شخصا معينا كقدوة لك، مثلاً سيدة من السيدات الممتازات أو أحد المعلمات أي شخص أي سيدة أو شابة تعرفينها، وكنت تتمنين أن تكونين مثلها، فيجب أن تسيرين على خطواتها، دربي نفسك على طريقة كلامها طريقة تعاملها مع الناس، وهكذا، هذه هي الإرشادات الرئيسية التي أود أن أقولها لك.
كما أن التواصل الاجتماعي مع الأسرة مهمة جداً، ويجب أن تكوني شخصاً نافعاً لأسرتك، تشاركيهم بأفكارك، تتفانين من أجل الأسرة، ترتيب البيت، بر الوالدين، هذه كلها أشياء جميلة جداً، بهذه الكيفية تكونين قد حولت هذا القلق والتوتر والانفعالات الداخلية السلبية إلى انفعالات إيجابية تفيدك، وتؤدي إلى استقرارك النفسي، اجتهدي في دراستك.
أسأل الله لك التوفيق.