أعجبت بأخت صديقي وخطبتها ولكني لم أعد أراها بذلك الجمال، فماذا أفعل؟
2024-04-17 00:03:10 | إسلام ويب
السؤال:
صديقي لديه أخت معروف عنها أخلاقها وطيبتها، لطالما أردت خطبتها منذ سنتين، وما كان يمنعني من ذلك هو عدم معرفتي بمقدار جمالها، فقد رأيتها مرة أو مرتين عن بعد فأردت معرفتها قبل أن أتقدم لخطبتها، فقمت بإرسال طلب عضوية في صفحة كانت هي عضواً فيه؛ أملاً في أن تجد حسابي.
بعد مدة طويلة فوجئت بطلب صداقة من بنت لم تصرح من هي، ودام التواصل معها لمدة شهر ثم طلبت رؤيتها فقابلتها مدة دقيقة واحدة، وانصرفت، وأعجبت بها وارتحت لها، وبادرتها بطلب يدها من أهلها.
عند ذلك صرحت لي بأنها أخت صديقي، وقد أرسلت طلب صداقة بعد أن وجدت حسابي في صفحة، وأنها هي أيضاً كانت تتمنى أن أخطبها، ففوجئت بقدر ما فرحت، وبالفعل كلمت صديقي وطلبت يدها رسمياً بدون علم أهلها أو أهلي بخلفيات القصة.
بعد الخطبة بأسبوع شاهدتها مصادفة، لكن تفاجأت بأنها ليست بذلك الجمال الذي كنت أرغب فيه، وشعرت بضيق، وعدم راحة، حتى بعد أن استخرت.
أنا أفكر منذ 4 أشهر بفسخ الخطبة، ودائماً تراودني أفكار حول طريقة تعرفها علي، وبأنها خانت ثقة أهلها، وأنا بدوري خنت ثقة صديقي رغم أني أجدها مناسبة جداً لي، فهي ذات خلق، ووافقت على جميع شروطي، حتى أهلها هم بمثابة عائلتي الثانية، لكن لا أعلم لماذا أفكر بها بطريقة سلبية، ولا أطيق الحديث معها؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة بالحلال، وأن يجلب الألفة بينك وبين صديقك وأسرته، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولك في طاعته السعادة والآمال.
أرجو أن تعلم أن الخطأ الذي حصل لا يمنع وقوع الصواب، فما حصل من تجاوز في التعارف لا يمنع حصول الحلال وهو الرباط الشرعي، ونعتقد أن الخطبة بهذه الطريقة من أنجح أنواع الارتباط، تُسمَّى بالخطبة التقليدية، أن يرتبط الإنسان بأخت صديق، أو بجارة، أو بقريبة، أو عن طريق إنسان يعرف الطرفين، وبذلك نرى أن تُكمل المشوار، وتعوّذ بالله من شيطانٍ يريد أن يشوش عليك.
ما حصل من طريقة التعارف الأولى ينبغي أن يظلّ طي الكتمان، وليس من المصلحة إعلانه، ولكن التصحيح مهم، وطالما بدأت العلاقة بطريقة صحيحة فنرى أن تُكمل هذا المشوار، ووجود هذه العلاقة مع شقيقها ممَّا يُقوّي الرابطة التي بينكم، وإذا كانت الفتاة صاحبة دين وصاحبة أخلاق فنرى ألَّا تفرِّط فيها، وكذلك أيضًا واضح أنها تُشاركك الرغبة وتشاركك الميل، وهذا أيضًا من أكبر المرجّحات في نجاح أي علاقة زوجية أسرية في مستقبل أيامها، فنسأل الله أن يُعينكم على الخير.
دائمًا نقول: الخطأ يحتاج إلى أن نستغفر منه، ثم نُعالج ذلك بالوصول إلى الصواب، وقد وصلتم إليه من خلال التعارف الفعلي، ومن خلال المجيء للبيوت من أبوابها، وهذا إن شاء الله فيه محوٌ لما حصل من التجاوزات.
كذلك أيضًا إذا ذكّرك الشيطان بما حصل من تجاوز فجدد التوبة وكرر الاستغفار، فإن ذلك ممَّا يغيظ عدوّنا الذي يُشجع على الباطل ويمنع ويحول بيننا وبين الحلال، فالشيطان يأمر بالفحشاء، كما قال الله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}، ولذلك هو لا يريد لنا الحلال، ويصعّب علينا دائمًا الحلال، فينبغي أن تكون خلفيات القصة في طي النسيان، والتوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو ما قبلها.
لا ننصح بفسخ الخطبة لأسباب:
أولاً: لوجود العلاقة.
ثانيًا: لكونها متدينة.
ثالثًا: لأن الإنسان لا يفعل مع بنات الناس ما لا يرضاه لأخته أو لعمّته أو لخالته، ومن أهم ذلك أنك لا يمكن أن تجد فتاة ليس فيها نقائص أو ليس فيها عيوب، كما أنك لن تكون خاليًا من النقائص والعيوب، فكلُّنا بشر والنقص يُطاردنا، والميزان النبوي: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إن كرِهَ منها خُلقًا رضي منها آخر)، فإن كان فيها بعض السلبيات فهي مليئة بالإيجابيات، وهذا ينطبق علينا نحن معشر الرجال، كما ينطبق على بناتنا وأخواتنا معشر النساء.
رابعًا: لأن النفس البشرية جُبلت على التعلق بالبعيد أو الممنوع (فكل ممنوع مرغوب)، فإذا حصلت عليه زهدت فيه، هذه طبيعة بشرية وهذا ما حدث معك، فأنت كنت متعلقًا بهذه الفتاة مدة سنتين، وكنت تتمنى خطبتها، ولما رأيتها أعجبتك وسررت بها، فلما تمت الخطبة زهدت فيها، ورأيت أن جمالها ليس بتلك الدرجة، فاتق الله في نفسك، واحمد الله تعالى أن وفقك إلى هذه الفتاة الصالحة المتدينة، ولا تسمح للشيطان أن يفسد عليك سعادتك وزواجك بهذه المرأة الصالحة، وارتباطك بهذه الأسرة الطيبة.
وهذه وصيتُنا لكم جميعًا بتقوى الله تبارك وتعالى، ونرى أن تُكمل هذا المشوار، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.