خطبني شاب ميسور ولكني لم أتقبله وأهلي يجبرونني عليه
2020-06-16 05:51:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لقد تمت خطبتي منذ عام رغماً عني، إلى أن اجتهدت في الدعاء ووفقني الله في الفسخ، وفي البداية أقنعت نفسي بأن أعطيه فرصة ليقنعني بنفسه، وفرحت كفرح طفل بلعبة جديدة، ثم إنه اشتكى من أني لا تحدث إليه بمعسول الكلام وغيره، فوافقته ولكن بداخلي كنت أشعر بأن الله غير راض عني، خاصة بعد أن علمت أنه شيء محرم فلم أكررها.
كنت أصلي استخارة حتى أقتنع تماماً من داخلي برغبتي في الفسخ، فكنت أشعر براحة تامة بعد الصلاة، وعندما أراه أو أسمع صوته في الهاتف أشعر بالنفور الشديد منه، مع العلم أنه كان خاطباً ممتازاً من الناحية الاجتماعية والمادية، وسيكون كالخاتم في أصبعي، ولهذا أجبروني عليه، ولكن من داخلي لم أقتنع قط، خاصة بعد تأكدي أنه يريد الزواج فقط لتتواجد امرأة معه في البيت.
الآن أنا أشعر بالقلق الشديد من أن يجبروني على العودة له مرة أخرى، فيكاد قلبي يتوقف عندما تأتيني سيرة عائلته في بيتي، قال الأهل إنه أصابني سحر، وهم مقتنعون أني كنت سعيدة جداً في البداية ثم ظهرت الكراهية، وهذا بسبب سحر ما، وأنا لم أقتنع قط بكلامهم، فبداخلي يقين أنه مناسب مادياً فقط، ولكن ليس هذا الزوج الذي أتمنى من الله أن ينعم على به.
أرجوكم أفيدوني، لأني أحياناً من شدة القلق تحدثني نفسي بأني سأكون سعيدة جداً إن عدت إليه، ولكني لا أطيقه، فهو شخصية ضعيفة جداً وكئيبة ولا روح له أبداً، ولا أشعر بأني ذات قيمة لديه.
أرجوكم أفيدوني ماذا أفعل إذا خطرت الفكرة على بالهم؟ مع العلم أن الكلام معهم لا يفيد، فقد كنت مرضت بسبب إجبارهم، ومع ذلك كانوا سعداء وأرجعوا الأمر إلى السحر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- نشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونحن نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وقد أحسنت صنيعاً حينما استخرت الله تعالى ولكن ينبغي أيضاً أن تشاورين أهل الدين والصلاح الذين يحرصون على مصلحتك ومنفعتك، فمن استخار واستشار واستخار الله واستشار الناصحين من المخلوقين لم يندم بعد ذلك على قرار اتخذه بإذن الله، ونصيحتنا لك أيتها الكريمة ألا تبالغي في الصفات التي تريدنها في الزوج، وأن لا تضعين أمام عينيك نموذجاً مثالياً لزوج تريدين فيه صفات عالية ونحو ذلك.
فرص الزواج من خلال التجربة قد تذهب ثم لا تعد، لهذا نحن ننصحك نصيحة من يريد لك الخير، أن تتبعي هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا إليه في اختيار الزوج، فقد قال عليه الصلاة والسلام:" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" والمقصود بالدين أن يكون إنساناً قائماً بفرائض الله تعالى مجتنباً محرمات الشرع ما حرمه الله، فهذا الإنسان الذي يفعل ذلك يقف عند حدود الله تعالى إذا أحب زوجته أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها، فهذا هو مقصود الشرع في اختيار الزوجة الصالحة دينياً.
مع جانب هذا الصلاح أرشد الشرع أيضاً إلى الجانب الأخلاقي "ترضون دينه وخلقه" والمقصود بالخلق حسن العشرة مع الزوجة، بأن لا يكون إنساناً فظاً غليظاً ونحو ذلك، فإذا كان هذا الزوج زوجاً رقيقاً رفيقاً بالمرأة فهذا من أفضل ما يطلب في الزوج، فأنا أخشى في الحقيقة أن يكون تشخيصك له بما ذكرت من أنه ضعيف الشخصية جداً وكئيب ولا روح له أخشى أن يكون هذا تشدداً في طلب الصفات الكاملة في الزوج.
أعيدي النظر في الأمر مرة أخرى، وقيميه تقيماً معتدلاً دون غلو أو مبالغة واضعة في حسابك أن الفرصة التي تأتيك ربما لا تتكرر مرة أخرى، فالحزم أن يكون الإنسان كيساً سباقاً إلى ما ييسره الله تعالى من الفرص، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" استعن بالله ولا تعجز"، فإذا رأيت في نفسك نفوراً بأنك تكرهينه ولا تطيقن العيش معه فمن حقك أن ترفضي طلب الأهل في التزوج بهذا الرجل، ولكن نأمل أنك لا تصلين إلى هذا القرار بعد إعادة النظر ومشاورة من يريد لك الخير من العقلاء من أسرتك واستخارة الله سبحانه وتعالى لك، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان.