أعراض يشكو منها والدي سببت لنا القلق، ما توجيهكم؟
2020-06-17 04:16:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
والدي منذ أربعة أشهر أحس بضيق فجأة في صدره لمرة واحدة وذهب الشعور، حتى إنه كان يقوم بمجهود ورياضة دون أعراض على أنه يتعب أو يتعرق من بذل الجهد.
بعد أسبوع تقريباً ذهب ليجري قسطرة لأجل الاطمئنان فظهر أنه يوجد تضيق 70% لديه في أحد فروع الشرايين الاكليلية، مع تدفق بطيء في الدم، فهو طول فترة حياته كان لديه نبضات قلب لا تزيد عن 50 نبضة/د، فقام بتركيب دعامة (شبكة) واحدة، ووصف له الطبيب أدوية مدى العمر للضغط، واسبرين وللكولسترول.
بعد تركيب الشبكة وتناول الأدوية أصبح يعاني من دوخة دائمة وتعب، وعدم القدرة على النوم جيداً، ونبضات قلبه أصبحت أحياناً 48 مع ضغط دم جيد، لكن أحياناً الضغط الانبساطي يكون 90 والانقباضي جيد، وعندما يراجع الطبيب يشتكي أبي من أن الطبيب لا يرد عليه ولا يقول له ما السبب؟ فهل يجب أن يقلل من جرعة الدواء؟ وما الحل لحالته؟
كذلك أريد أن أطرح سؤالا عني، فأنا طالبة جامعية بعيدة عن أهلي،
ألاحظ على نفسي أنني في هذه الفترة عندما أستيقظ وأبدأ يومي تكون نفسيتي متعبة وقلبي مقبوض، مع أفكار حزينة وذكريات سلبية تراودني، وقلق يستمر حتى الليل بعد أن أكون قد بكيت وأصابتني حالة من البكاء الشديد، والرغبة بأن أتخلص من هذا الشعور المتعب، تكون لحظات أليمة جداً أفقد بها سيطرتي، ثم أتحسن وأصبح بحالة جيدة، لكن يضيع نهاري في ذلك ويؤثر على دراستي جداً.
كلما حاولت التفكير بإيجابية راودتني أفكار تحزنني وتقلقني، علماً أنني أتناول ديان منذ 5شهور وريتان (آيزوتريتينوين) منذ شهر، فما الحل؟
شكراً، وأعتذر عن الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A22 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى العافية والشفاء للوالد، والحمد لله أنه قد تم اكتشاف سبب ضيق التنفس، وقام الوالد بتركيب الدعامات، وبعد ذلك أيضاً الطبيب نصحه بعلاج ضغط الدم وأعطي الاسبرين وعلاج الكولسترول، وهذا أمر جيد، فقط الوالد يحتاج أن يتابع مع طبيبه بانتظام، كثير من الذين يعانون من هذه المشاكل القلبية يصابون بشيء من المخاوف والقلق والتوتر، لأن الناس حين تتكلم عن الذبحات القلبية ومشاكل القلب دائماً تتذكر موت الفجأة، وشيء من هذا القبيل، هذا قد يكون على مستوى العقل الباطني، وهذا بالفعل قد يسبب التوتر والقلق.
الأدوية المضادة للتوتر والقلق مفيدة جداً في حالة والدك، هنالك عقار يسمى استالبرام مشهور جداً ومعروف جداً ومفيد في مثل هذه الحالات، يمكن لوالدك أن يتناوله، وقطعاً إذا قابل طبيباً نفسياً هذا سوف يكون أمراً مفيداً جداً بالنسبة له، ووالدك يمكن أن يواصل رياضة المشي وعليه أيضاً أن يتجنب النوم النهاري، يتجنب تناول الشاي والقهوة بكثرة أثناء النهار ليتحسن نومه ليلاً، ويحرص على أذكار النوم.
بالنسبة لموضوع عدد ضربات القلب والنبض، يظهر أن والدك أصلاً لديه قلب رياضي، بمعنى أن عدد نبضات القلب منخفض نسبياً وهذه عملية فسيولوجية طبيعية جداً، ومن خلال مراجعته للطبيب يمكن أن يراقب هذا الأمر، لكن أرى أنها عملية فسيولوجية طبيعية، ويظل على أدويته كما هي، والطبيب الذي وصف له الأدوية هو الشخص الوحيد المؤهل بأن يقوم بعمل أي إضافات أو إنقاص للأدوية، أرجو أن يطمئن تماماً، فقط يحتاج لمحسن للمزاج كما ذكرت لك الاستالبرام هو الأفضل، لأنه سليم جداً مع الذين يعانون من أي علة في القلب، ومشكلتك والدك إن شاء الله بسيطة جداً.
بالنسبة لك: أنا أعتقد أن الذي ينتابك هو نوع من عسر المزاج المتقلب، وبشيء من التفاؤل وتنظيم الوقت، وممارسة الرياضة وبعض التمارين الاسترخائية -إن شاء الله تعالى- كل هذا سوف يزول.
كما أرجو أن لا تكتمي، لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية، ففضفضي كما يقولون وعبري عن ذاتك، النفس لها محابس لا بد أن نفتحها، وثبتي وردا قرآنيا يوميا، هذا إن شاء الله فيه تفريج كثير للكرب، أذكار الصباح والمساء تفيد جداً، طبقي تمارين استرخائية أيضاً، على اليوتيوب توجد الكثير من البرامج الاسترخائية المفيدة جداً، أحسني إدارة الوقت، ودائماً حاولي أن تنامي مبكراً لتستيقظي مبكراً، وبعد صلاة الفجر يمكن أن تدرسي لمدة ساعة مثلاً، صلاة الفجر ثم تناول كوب من الشاي أو القهوة، وبعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعة ونصف، هذا الوقت وقت غال جداً ومفيد جداً بالنسبة للدراسة، خاصة المواد التي تتطلب الحفظ، وقطعاً الإنسان حين ينجز إنجازات مثل هذا في الصباح، هذا يجعل الإنسان متفائلا جداً وتجد أن بقية اليوم قد مر بكل سلاسة ودون أي إشكاليات.
لا تحزني أبداً ولا تقلقي، الفكر يمكن أن يغيره الإنسان، المشاعر يمكن للإنسان أيضاً أن يغيرها، فكوني في جانب التفاؤل، ولا أعتقد أنك أبداً محتاجة إلى أي دواء لحالتك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.