أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟
2020-08-10 02:36:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكركم على تواصلكم الدائم معي، وأعتذر عن كثرة طرح الأسئلة في موقعكم، فأنا أحمد الله أنه سخر لي موقعكم لعرض مشاكلي.
المشكلة التي أعاني منها منذ أول استشارة أرسلتها لموقعكم هي ضعف شخصيتي، وقد عرفتها وعرفت أسبابها، وأرجو منكم تقديم الحل لها.
المشكلة أني ضعيف الشخصية أمام الآخرين، علما أني طبيعي في البيت ومع والديّ، ولكن مجرد ذهابي لأي مكان كالمدرسة أو العزاء أو الأعراس أو رؤية أشخاص في عمري، أو زيارة بيوت أعمامي، أتغير وأصبح خجولا ومنطويا وقليل الكلام، وأشعر بخمول في جسمي، وبدأت أتجنب الزيارات، وأحيانا أشعر بالغيرة من ابن عمي؛ لأنه يتكلم بطلاقة مع أعمامي، ولديه أصدقاء، والجميع يستمع إليه.
أما أنا فكلامي يصبح تافها وصوتي ضعيفا عندما أتكلم مع عمي، وليس لدي أصدقاء في الحي؛ خوفا من استغلالهم لي، وتنمرهم علي،حيث تتغير ملامح وجهي وصوتي لاإراديا، وأحاول أن أتحكم بتعابير وجهي فلا أستطيع، علما أني أزور أخوالي يوميا، أقضي معهم وقت فراغي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة، ونحن نسعد بتواصلك بنا كثيرًا.
أيها الفاضل الكريم: حقيقة الذي يظهر لي أنك تُقدّر ذاتك بصورة سلبية، أنت أفضل ممَّا تتصور، وفي الواقع أنه لديك المقدرات ولديك الإمكانات، وتظهر في المواقف الاجتماعية بمظهر معقول ومقبول جدًّا، لكن تفكيرك حول ذاتك يحمل الجانب السلبي الوسواسي، فيجب أن تُحقّر هذا الفكر، قل لنفسك: (أنا الحمد لله إنسان طبيعي جدًّا، كل الأشياء التي أقوم بها تناسب عمري وتناسب طريقة تفكيري، وأنا لستُ بأقلّ من الآخرين، وأنا لستُ ضعيفًا) وتغرس في نفسك مثل هذا النوع من الفكر، ولا تراقب تصرفاتك التي تعتبرها سلبية، لا تُركّز عليها، لأني أعتقد أصلاً غير موجودة، هي أفكار تسبق المشاعر، ولذا تُحقَّر، يتمُّ تجاهلها تمامًا.
وتحرص في ذات الوقت على تطوير الآليات الاجتماعية لديك، مثلاً آلية استقبال الضيوف في البيت، تكون دائمًا مع إخوانك كبار، مع والدك، تكون دائمًا في استقبال الضيف أو الضيوف، تُشارك في المناسبات الاجتماعية، تُصلّي مع الجماعة، وفي المدرسة يجب أن تكون دائمًا جالسًا في الصفوف الأولى، لا تكن في الصفوف المتأخرة، وشارك في الجمعيات، المدرسة إن وُجدت، من أنشطة ثقافية وأنشطة اجتماعية، أو أنشطة رياضية، أو غير ذلك من الأنشطة والفعاليات الموجودة بالمدرسة.
بهذه الكيفية إذا داومت على هذه الآليات - التي نعتبرها آليات تأهيلية مهمَّة جدًّا لتطوير الذات – إذا قمت بذلك أنا أعتقد أنك سوف تكون على أفضل ما يكون، أنا أعتقد أنك تتحدّث عن أفكارٍ وتقييمات لنفسك لا تُلامس الواقع، أنت أفضل ممَّا تتصور.
هذه نصيحتي لك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.