أعاني من أعراض نفسية لا أدري ما تشخيصها؟
2020-09-14 01:09:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري ١٨ سنة، بدأ الموضوع قبل سنتين، وتطور إلى الأسوأ.
الأعراض هي:
١- عدم الاهتمام بالنفس والنظافة: النظافة الشخصية - نظافة الملابس - نظافة الغرفة.
٢- عدم تأدية الواجبات الدينية لأنها صعبة علي، وبالذات الصلاة، لا أصلي، أحياناً أقرأ القرآن وأذكر الله قليلا وبدون استمرار.
٣- شعور بأن الموت هو الحل والخلاص، والقنوط نوعاً ما من الله، أشعر أن كل الأبواب مقفولة في وجهي، حتى باب الله، أدعوه أحياناً وأنا أبكي لكن الأمل والإيمان بأنه سيتحقق ضعيف جداً، وشبه معدوم.
٤- أغلب وقتي في غرفتي، مقفلة على نفسي الباب، وأنزعج عندما يدخل أحد من أهلي.
٥- الشعور بالمراقبة، وأتحدث مع أصدقاء خياليين، وعالم وهمي أظن أنه من الملل والوحدة.
٦ - كره للناس وعزلتي عنهم، وعدم الرغبة في التحدث معهم ومخالطتهم، لا في الجوال ولا في الواقع، حتى الأهل.
٨- عندما يأتيني ضيق أفكر بالانتحار وأرى بأنه خلاصي الوحيد.
حاولت الانتحار عندما ضربني أخي، شربت حبوبا ثم استفرغت، فأنا لا أحتمل الضرب، وعندما ضربني أخي الآخر أيضاً حاولت أن أنتحر، ومزقت ثيابي، فالضرب فوق طاقتي، أفقد السيطرة على عقلي ووعيي.
سمعت رقية محمد جبريل لمدة نصف ساعة، ولم يحدث شيء قوي، كلها أشياء خفيفة مثل: نبض في العضلات، وتنميل خفيف جداً في الرجلين وفي بداية الرقبة، وشعرت براحة.
حالتي ساءت هذه السنة جداً، بل تدهورت، ولا أعلم ما الذي أعاني منه؟ هل هو نفسي أم روحي؟ لأني سليمة جسديا، لكني غير متأكدة بخصوص القولون.
أرجوكم دلوني لمن أذهب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك ثقتك بنا، وتواصلك معنا.
أيتها -الابنة العزيزة- أود طمأنتك وإخبارك أن جميع ما ذكرت ما هو إلا أعراض طبيعية تصاحب مرحلة البلوغ، أو ما تسمى (مرحلة المراهقة )، حيث تصاحب هذه المرحلة تغيرات بيولوجية ( جسمانية ) وتغيرات سيكولوجية ( نفسية )، فهنا تحدث تغيرات في تكوين هرمونات داخلية في الجسم قد تكون أكبر من قوة تحمل الجسد، فبالتالي يحدث نفور أو ربما رفض من قبل الشخص، فتنشأ نفس الأعراض التي ذكرتها من تغير في المزاج، أو عدم تقبل الذات، وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط، وبالتالي الميل إلى الانطواء والانعزال.
وجميع ما تم ذكره يترجمه الجسم بآلام في المعدة أو القولون، وقد لا تظهر أن هناك مشكلة عضوية عند الفحص، فيزداد الشخص حيرة من أمره، ويصبح التساؤل أكثر، وهو ماذا يجري لي؟ وما هو الحل؟ أي أن جميع ما ذكرتي أمر وارد، ولكن من السهولة جدا السيطرة عليه إذا قمنا بتفهم طبيعة هذه المرحلة، وتعلم كيفية التعامل مع أعراضها، أي التثقيف مطلب مهم جدا في هذه المرحلة، الجئي إلى والدتك أو إلى أختك الكبرى، صارحيهم بكل ما يدور في خلدك من تساؤلات، واطلبي منهم المشورة في أمور قد تجهلين التعامل معها.
ويا ابنتي العزيزة:
أنت زهرة في عمر من المفترض أن تنعم بعيش هانئ وراحة نفسية متعالية، أي أنك في ريعان شبابك، واليوم الذي يمضي لا يعود فلا تفسديه في أمور لا نفع منها ولا عائد غير الحزن والكرب، استعيني بالله، وتوكلي عليه حق توكله، وجددي العهد مع الله سبحانه وتعالى، وعاهديه بأنك ستبذلين قصارى جهدك في القيام بالطاعات والعبادات، فهي يا غاليتي المحرك الأساسي لنا نحن البشر، فلولا رضى الله عنا ما تحركنا خطوة واحدة، فبالطاعات بركته ورضاه، ومن ثم ستعم عليك الراحة والسكينة، وستلمسين التغيير الحقيقي في جميع أمور حياتك.
جددي العهد أيضا من أسرتك، وصارحيهم بكل ما يضايقك بكل هدوء؛ فالنقاش ركن أساسي من أركان العلاقات الأسرية الناجحة، فلا تتجاهلي هذا العنصر أبدا، فبه تتضح الرؤى، وتصفى النفوس.
ابنتي حددي لنفسك جدولا يوميا متنوع الأنشطة والمهام، والتزمي به، فهذا أمر مهم، ملئ وقت الفراغ بما هو مفيد يجدد الحيوية ويزيد من الإقبال على الحياة؛ لأنك ستسشعرين بمعنى لذة القيام بأمر محبب ( كممارسة الرياضة، أو القراءة، أو لربما الرسم ) أو أي هواية محببة لك.
ضعي خططا مستقبلية على المدى البعيد تسعين إلى تحقيقها؛ فالهدف يجعل للحياة قيمة عظيمة تستحق منا الوصول لها.
ولا أريد أن أسمع منك مطلقا جملة أنك قانطة من رحمة الله، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى من أن نقنط من رحمته حيث وسعت رحمته كل شيء، فهو من خلقنا وهو أعلم بحاجتنا إلى رحمته ورضاه، فوكلي أمرك لله سبحانه وسيتولاك بحوله وكرمه.