ما هي كيفية التعامل مع صديقة تضع اللوم على صديقتها في كل شيء؟
2020-10-04 22:32:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
مشكلتي خلاف مع إحدى صديقاتي القدماء أدى إلى قطع العلاقة بيننا.
صديقتي من النوع الحساس، تؤمن دائما أنها على صواب، وفي حال حدوث مشكلة فالسبب هو الطرف الأخر، ولهذا فإمكانية أن تعتذر عن تصرف غير لائق تبدو شبه مستحيلة.
في الآونة الأخيرة على إثر تغيير حدث في حياتي بسبب فرصة أتيحت لي صارت علاقة الصداقة أشبه بجحيم، شجارات وخلافات متكررة، والسبب عدم اهتمامي بمشاعرها أو عدم فهمي لأفكارها، خلافات تتنتهي باعتذاري سواء أكنت مخطئة أم لا، ولا أتلقى أي اعتذار في المقابل.
بسبب توالي هذه الخلافات مما أثر علي سلبا نفسيا وجسديا، قررت الابتعاد وجعل العلاقة محدودة الإطار؛ لأنني وفي النهاية أحترم كل اللحظات السعيدة، وعلاقه الأخوة التي جمعتنا من قبل.
لكن بعد انقطاع العلاقة، دخلت في حالة اكتئاب، سيطرت على عقلي الأفكار السلبية، وصرت أعاتب نفسي وأسترجع أخطائي، وأدعو الله ان يهون علي حالتي وأسترجع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن رفع الأعمال إلا من متشاحنين فتزيد حالتي سوءا.
قررت العمل بالنصيحة الدينية، وقلت سأكون السباقة إلى الحديث، فوجدتها أمامي تعاتبني على عدم فهمي لها، وأنها على حق في أي تصرف صدر منها، وإن كان فيه عدم احترام لي، وأنها لن تعتذر عما بدر منها، بل أنا السبب في حالتها الصحية والنفسية السيئة، وأكدت لي أنني لن أجد صديقة مثلها.
هي الآن تجاوزت كل شيء، وعثرت على رفيقة جديدة تسافر معها وتراسلني بين الحين والآخر لتسألني عن الجديد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً ومرحبا بك.
إن الإسلام حث على الإخاء والمودة، وحذر من الهجر والقطيعة بين المسلمين، فقد قال الله جل وعلا في كتابه الحكيم: "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون"، حيث أخبرنا نبي الأمة عليه الصلاة والسلام وقال:" تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا، اتركوا هذين حتى يصطلحا".(رواه مسلم).
لذلك أنصحك أن تبادري بالتواصل مع صديقتك من جديد، وأنّ تكوني أنت السباقة إلى الخير والسؤال عنها، وتذكري قول الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام:" وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"،فالبادئ بالسلام قد قطع الهجر، وليس انتقاصًا لك إذا أخبرتها، وبُحت لها بما في نفسك من افتقادك للحديث معها، وأنها صديقتك المفضلة رغم بعد المسافات، وأنا متأكدة أنها سوف تسعد بهذا الكلام، وبهذا تكونين أنت فعلت كل ما في وسعك للتواصل والحفاظ على الذكريات والصداقة بينكما، وهذه فرصة لها لتثبت لك الوفاء.
غاليتي: اعلمي أن الصداقة تحتاج إلى صبر لأنها تمر بمراحل متقلبة بسبب الكثير من العتاب والتخاصم والتشاحن، وكما قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لن تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ تارة أو مجانبـه
فهي اختارت طريقا مختلفا عن طريقك، واختارت صديقة جديدة، وأنت أيضاً لديك دراستك، ولديك مستقبلك، ولديك تطوير ذاتك، وهي لديها ما تقوم به، فلتقض كل واحدة منكما أعمالها وإنّ حصل تواصل حسن يكون، ولكن لا تجعليها محور حياتك وتفقدي ذاتك وشخصيتك، أنت لديك مسؤوليات وتابعي حياتك بطريقتك الخاصة.
اهتمي بصحتك النفسية، فأنت في عمر العطاء والنشاط، ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها، وركزي في مستقبلك، وليكن هدفك في الحياة التميز والارتقاء بالعمل والحصول على شهادة الدكتوراه، وتعرفي على صديقات صالحات جدد، واعلمي أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على طاعة ومحبة الله تبارك اسمه.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والتميز وراحة البال يا إيمان.