الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة: نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت أتمنى لو ذكرت لنا منذ متى وأنت تعانين من هذه الأعراض، ولكن جميع ما وصفته لنا من أعراض (الإحساس بالعصبية والكآبة، فقدان الشعور بالمتعة والسعادة، حساسية مفرطة، محاولات الانتحار، صعوبات في التركيز، نوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر، الشعور بعدم المبالاة، إحساس بالتعب أو الوهن، عرقلة في أداءك الدراسي)، تندرج ضمن أعراض الاكتئاب.
سبب مشكلتك: إنّ سبب تعرضك للاكتئاب هو تعرضك لعدد من الصدمات النفسية كما أخبرتِنا في رسالتك، وعدم تعاملك النفسي الصحيح مع ذاتكِ حينها، فالصدمة النفسية عندما تواجه الإنسان ويتعامل معها بشكل صحيح، فعلى الاغلب أن آثارها النفسية ستزول لاحقاً، أما عندما يحدث العكس، فستتضاعف آثارها النفسية مع الوقت، وغالباً ما تُولّد اكتئابا لدى صاحبها، وهذا ما حدث معك تماماً.
علاج مشكلتك: لقد توقفتُ وأنا أقرأ رسالتك عند جملة "أصبحت حبيسة أفكاري"، فهي نقطة البداية في علاجك للاكتئاب، لذا نصيحتي لك عزيزتي أن تذهبي لأخصائي نفسي متمرس للبدء معه بجلسات نفسية، وهذا النوع من الجلسات ليس فيه أدوية، بل يعتمد غالباً على العلاج المعرفي السلوكي، وهذا العلاج يقوم على التعامل مع الأفكار المشوهة نحو الذات والأفكار السلبية نحو علاقات الشخص بالآخرين وطريقة تفسيره للأحداث من حوله، ومحاولة إعادة تقويمها، وإحلال أفكار أكثر إيجابية وصحة محلها.
هذا النوع من العلاج برأيي هو ما تحتاجينه في حالتك، فأنت بحاجة إلى التحدث عن أفكارك الداخلية السلبية التي تشغل ذهنك، والتي كما سميتها برسالتك "أنك حبيسة لها"، فالأفكار السلبية عندما تسيطر على صاحبها، تؤثر على كل حياته بمجالاتها المختلفة، وهذا ما حدث معك.
لذا أتمنى منك البدء بالجلسات النفسية سواء على أرض الواقع او عبر الانترنت، فهناك العديد من المواقع التي تقدم خدمة الجلسات النفسية اونلاين.
أيضا اطلبي الدعم من عائلتك أو من أشخاص مقربين لك تشعرين معهم بالثقة والراحة، وقومي بالتفريغ لهم عما يجول بداخلك من مشاعر وأفكار، فالتفريغ سيساعدك كثيراً على التخفيف من الاحتقان الداخلي لديك، وأيضا سيساعدك على إعادة ترتيب فوضى الأفكار بداخلك.
محاولاتك الانتحار لعدة مرات تجعلني ألح عليك بأن تبدئي بأقرب وقت في الجلسات النفسية، فهي برأيي بغاية الأهمية لحالتكِ، واعلمي أنه عندما تتواجد الرغبة في العلاج كما هي واضحة لديكِ، فستظهر النتائج خلال وقت قصير من البدء والالتزام بالجلسات، وتذكري أن الاكتئاب هو انخفاض قوي في المزاج والهمة والطاقة، وارتباط ذلك بالأساس مع مجموعة من الأفكار السلبية التي تسيطر على تفكيرنا، وذلك قد يؤدي إلى عرقلة كاملة لأدائنا بمختلف مجالات حياتنا الدراسية والمهنية والشخصية، وبالتالي إنّ علاجنا لأفكارنا سيؤدي إلى رفع المزاج والهمة والطاقة مجددا، مما يعيد التوازن لحياتنا.
وللفائدة راجعي هذه الروابط: (
2396489 -
2235846 -
2136740 -
2411187).
ختاماً: أسأل الله تعالى أن يريح قلبك ويزيل عنه كل هم وغم. لا تترددي في مراسلتنا مجددا حينما ترغبين، وللاطمئنان عليك قريبا.
برعاية الله.