أعاني من رهاب اجتماعي وعدم قدرة على المواجهة مع بكاء وحزن..
2020-10-19 06:30:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أعاني من الرهاب الاجتماعي، وعدم القدرة على المواجهة، مع البكاء والحزن والاكتئاب الشديد والتفكير في الموت والانتحار، وغيرها من الأفكار السيئة، فما العلاج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: ما دمت تفكّر في الانتحار، فأنصحك أن تذهب إلى طبيب نفسي حالاً ودون أي تأخير، الانتحار حين يُراود المسلم هذا أمرٌ مؤلم، وهذا أمر مؤسف، والمسلم لا بد أن يكون صلبًا، ولا بد أن يكون قويًّا، ويعرف أن الله لطيف بعباده، مهما كانت الصعوبات ومهما كانت الضغوطات، إذًا هذا فكر يجب أن يُحقّر، فكر يجب ألَّا يُعتبر أبدًا.
فأنا أنصحك – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب وتقابل الطبيب، هذه نصيحة ضرورية، ونحن نلتزم بالأخلاق المهنية النفسية، وكذلك كل التعليمات واللوائح الصادرة من الكلية الملكية البريطانية الطبية النفسية، فهذه نصيحتي لك، أن تذهب وتقابل الطبيب مباشرة.
وأيضًا اجلس مع إمام مسجدك، تكلّم عن هذه الأفكار – أيها الفاضل الكريم – كيف تأتيك، ما هي الآليات التي تتخلص بها من تلك الأفكار، وهكذا، لا بد أن يكون هنالك نوع من المتنفس النفسي، النفس لها محابس لا بد أن تُفتح، الاحتقان الشديد حقيقة يؤدي إلى توترات داخلية.
وأخي الكريم: أريدك أن تكثر من الاستغفار، وأن تعرف أن الحياة طيبة، وأن تعرف – أخي الكريم – أن هذا الانتحار شيء قبيح وشيء كلُّه إثم، والمنتحر مآله النار، والمنتحر يترك جراحاتٍ وآلام خلفه، الأهل، الألم، العار، الوصمة، هذا كلُّه موجود.
وأكرر لك أن الحياة طيبة، أرجو – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب إلى طبيب مباشرة، الطبيب سوف يسمعك، سوف يستكشف هذه الأفكار بصورة أوسع، وسوف يقوم بتشخيص حالتك، درجة الاكتئاب هل هنالك ذهانية فيه؟ هل هو آحاد القطب أم ثنائي القطب؟ ونوعية الرهاب الذي تعاني منه، وإن شاء الله تعالى مع التوجيه والإرشاد كلّ شيء سوف ينتهي، وإن شاء الله تعالى تسعد تمامًا، وقطعًا سوف يصف لك أدوية، الأدوية المحسِّنة للمزاج، والمزيلة للرهاب الاجتماعي، مثل عقار (سيرترالين) مثلاً، دواء رائع جدًّا، ممتاز جدًّا، يتحكّم في الفكر السلبي والاكتئاب والرهبة.
وجرعة السيرترالين تبدأ تدريجيًا، وفي هذه الحالات – مثل حالتك – لا بد أن تصل إلى الجرعة العلاجية الكاملة، والتي تكون في حدود مائة وخمسين إلى مائتين مليجرام يوميًا.
فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن تعيش على الأمل والرجاء، احرص على صلواتك في وقتها، تواصل اجتماعيًّا، مارس أي نوع من الرياضة كرياضة المشي، هذه فيها خير لك كثير جدًّا، واطرد الفكر التشاؤمي، واستبدله بفكرٍ إيجابي.
أخي: أريدك أن تتواصل معي مباشرة بعد أن تذهب وتقابل الطبيب لتفيدني بالخطوات العلاجية التي اتخذت.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.