أحب فتاة منذ خمس سنوات ولا أدري ما هو شعورها تجاهي
2003-12-02 19:39:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا طالب في الجامعة، أحببت فتاة منذ ما يقارب 5 سنوات، وإلى الآن لا أعرف ما هو شعورها تجاهي؟ فهل من الجائز أن أحاول معرفة ذلك؟ مع العلم أنني لم أتحدث ولن أتحدث معها؛ لأني أعلم أن ذلك ليس جائزاً، ومع العلم أن حبي لها لا تشوبه -والحمد لله- أي مشاعر غير الصفاء والنقاء والاحترام، وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله وحماه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل سوء، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يشغلك بما يرضيه، وأن يوفقك في دراستك حتى تكون عاملاً لرفعة الإسلام وإزالة الجهل والتخلف عن المسلمين.
بخصوص ما ورد برسالتك -ولدي العزيز الأستاذ علي- فأنا حقيقةً مقدر لظروفك ومشاعرك، وبلا شك أن التعلق القلبي والميل العاطفي قد لا يستطيع الإنسان في أغلب الأحوال أن يتخلص منه، ويحتاج إلى عون عظيم من الله تعالى لتحقيق ذلك والتخلص منه، إلاَّ أننا وبما أنعم الله به علينا من نعمة الإسلام نحرص ألاَّ نقيم أي علاقة خارج إطار الشرع مهما كانت درجة التعلق والمحبة، وكونك متعلق بهذه الفتاة منذ فترة هذا أمرٌ قد يقال عنه بأنه الحب من أول نظرة، أو الحب من طرف واحد - كما يقولون - وما دامت هذه الفتاة لم تُبْدِ لك أي تصرف إيجابي يوحي أو يفهم منه أنها تبادلك نفس الشعور فالأرجح أن هذا الحب من طرفك أنت فقط، وهناك احتمال كبير أن تكون هذه الفتاة لم تفكر فيك مطلقاً، لذلك أنصح بالآتي:
1- إذا كنت مستعداً الآن للارتباط بها شرعاً فلا مانع من إرسال من يكشف لك مدى استعدادها للارتباط بك، ما دامت مستوفية للشروط الشرعية من حيث الخُلق والدِّين، فإذا كانت كذلك فأرى أن ترسل وسيطاً أميناً للوقوف على حقيقة مشاعرها واستعدادها للارتباط بك.
2- إذا لم تكن مستوفيةً للشروط الشرعية، فأرى أن تدعو الله أن يخلصك من هذا التعلق، وأن يعوضك خيراً منها امرأةً صالحة تعينك على طاعة الله ورسوله.
3- أحذرك من محاولة إنشاء علاقة معها بطريقة غير مشروعة؛ لأن ذلك محرم شرعاً، ولأن ذلك أمر أنت لا ترضاه لأختك أو لأحد محارمك، وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك.
4- أرى أن تتفرغ لدراستك والتفوق فيها، وبعد ذلك تبحث عن الزوجة الصالحة المناسبة، سواءً كانت هذه الفتاة أو غيرها، إلا إذا كنت جاهزاً للارتباط الشرعي وإنشاء أُسرة في فترة الدراسة، ولديك القدرة على ذلك، فأرى أن تعجِّل بذلك صيانةً لعرضك ودينك، وإسهاماً في تزويد الأمة بذرية صالحة من أسرة صالحة، شريطة ألاَّ تتخلى عن شرط الدين فيمَن تتقدم إليها، كما أوصاك الحبيب المصطفى -صَلى الله عليه وسلم- وإلاَّ فاترك هذا الأمر كله إلى بعد التخرج والتوفيق للعمل المناسب الذي تستطيع به أن تؤسس أسرة، وتتمكّن من رعايتها والقيام بحقوقها.
5- أوصيك بالاجتهاد في دراستك والتفوق فيها؛ لأن الأمة في أمس الحاجة إلى الشباب المسلم المتميز، وليس الغثاء الذي تعج به الأمة ولا وزن له ولا قيمة ولا يسمن ولا يغني من جوع، فقدم مصلحة الإسلام على مصلحتك الشخصية، وسيعوضك الله خيراً في الدنيا والآخرة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.