حزينة أنني تقدمت بالعمر ولم أتزوج، كيف أصبر نفسي؟
2020-11-19 00:03:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أرجو أن تلقى استشارتي اهتمامكم لما أعانيه من حزن، لعلي أجد ما يريح قلبي.
أنا فتاة عمري 29 لم أتزوج وهنا مشكلتي، منذ صغري الفتاة الهادئة الرزينة، تربيت في أسرة ملتزمة ولكن لم تكن تخلو من المشاكل والفقر، إلى أن كبرنا.
درست الهندسة المعمارية واجتهدت في حياتي العلمية والدينية، وعملت على تطوير نفسي، ولكن مع كل هذا لا يتقدم لي الخاطبون، بالرغم من جمالي، كما يقول كل من يراني.
لم يتقدم لي سوى اثنين طول حياتي، وكانوا لا يصلون فرفضتهم، وفي كل مرة أكتشف أنهم هم رفضوني ولم يرجعوا، حاليا أعمل، ولكنني أشعر بنقص في داخلي، فكل من حولي تزوجن ولديهن أطفال، عندما أرى طفلا أحزن بداخلي، وعندما أرى صورة طفل على مواقع التواصل الاجتماعي أبكي، أصلي وملتزمة بقيام الليل والاستغفار والإلحاح بالدعاء، وأقول دائما: لن يخيب ربي ظني وسيجبرني.
أريد أن أعف نفسي، فمنذ أسبوع تقدم لي خاطب على خلق ودين، مطلق ولديه طفل، أعجبني، ولكنني تفاجأت أنه رفضني.
أصبحت متيقنة أنني لن أصبح أماً في يوم من الأيام، ولا يخلو حديث زميلاتي بالعمل، لماذا لم تتزوجي؟ فلا يكون جوابي إلا أن أبتسم وبداخلي حزن، وأغلب حديثهم عن أزواجهن وأطفالهن.
أصبحت أدعو الله إن لم يكتب لي الزواج في الدنيا، أن لا يعلق قلبي بالأطفال أكثر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يُحقق لك المراد، وأن يُصلح الأحوال، وأن يكتب لك السعادة، وأن يُعمِّر دارك بالأطفال، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا يخفى عليك أن مسألة الزواج وكل مسائل الحياة بقضاء وقدر، ولكل أجلٍ كتاب، وسيأتيك الخير الذي قدّره الله --تبارك وتعالى- لك، وأنت -ولله الحمد- تمتلكي مؤهلات عالية وصفات جميلة -كما أشرتِ إليها- واعلمي أن نعم الله مقسّمة، فاجتهدي دائمًا في الانتباه للمعيار والمقياس النبوي: (انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ).
فكلُّ أمور الدنيا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى مَن هم أقلَّ منه، وأنت تملكين شهادة، وتملكين جمال، وتملكين خيرات كثيرة، وتملكين من ذلك صلاح وتقوى وطاعة لله تبارك وتعالى، وهذه والله نعم كبيرة، ونعم الله مقسّمة بين خلقه، هذه تُعطى جمال ووظيفة لكن لا تُعطى زوج، وهذه تُعطى جمال ووظيفة لكنها تُحرم المال، هذه تُعطى زوج وتُحرم الولد، فنعم الله مقسمة، والسعيدة هي التي تنظر إلى نعم الله التي فيها فتُؤدِّي شُكرها، لتنال بشكرها لربِّها المزيد.
وإذا نظر الإنسان إلى نعم الله -تبارك وتعالى- عليه فإنه سيجد لسانه يلهج بذكر الله وشكره، وأقربُ طريقٍ لهذا أن ينظر الإنسان -كما أشرنا- إلى مَن هم أقلَّ منه في أمر الدنيا، وأن ننظر إلى مَن هم أفضل مِنَّا في أمر الآخرة حتى نتأسَّى بهم ونتشبَّه بهم.
لا تتأثّري بكلام الأخوات، ولا تتأثّري بما يدور، واعلمي أن الأمر بيد الله -تبارك وتعالى-، فكوني مع الله، واجتهدي في الدعاء، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وأظهري ما وهبك الله تبارك وتعالى من خيراتٍ ومزايا بين جمهور النساء، فإن لكل امرأةٍ من النساء في تجمُّعات الصالحات امرأة، يعني: هناك امرأة تبحث عن الفاضلات من أمثالك لأخيها أو لابنها أو لعمِّها أو لأي محرمٍ من محارمها، وهذا هو الذي تستطيع أن تفعله الفتاة، أن تُظهر ما وهبها الله من الخير بين جمهور النساء، وتستعين بالله -تبارك وتعالى-، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يُعجّل لك بالفرج.