هل أصدق إحساسي في شخص أنه سيكون من نصيبي؟
2024-04-30 23:52:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي إحساس أن شخصًا معينًا سيكون من نصيبي، علمًا أني لا أحبه، وهذا الشخص خطب فتاة، وعند الفحص لم تتطابق نتائج الفحص، وإحساسي أنه سيكون لي.
أنا لا أتتبع أخباره، لكنها تصلني من الأهل، أصبت بالدهشة من إحساسي واليقين الذي في داخلي، ولا أعرف سبب هذا الإحساس، وأعلم أن النصيب مكتوب عند الله، فهل أصدق إحساسي أم أكذبه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يُقدر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.
لا شك أن هذا الإحساس قد يصدق وقد لا يصدق، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، إن كان في إقبال هذا الشاب عليك وطلب يدك بطريقة رسمية خير، فنسأل الله أن يُمضي لك ما فيه الخير، وهذا الذي نريد، أن تدعي به بهذا الأسلوب، أن يُقدر الله لك الخير ثم يُرضيك به.
لكننا لا ننصح بمتابعة هذا الإحساس للأسباب التالية:
أولاً: لأنه مجرد إحساس.
الأمر الثاني: لأنك لا تعرفين مشاعر الطرف الثاني، فقد يكون يحترمك، لكن ربما له ميلٌ مختلف، وأمور العلاقة الزوجية وبناء الأسرة تقوم على معنى عجيب، معنى عظيم قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، وقد تكونين أنت طيبة وهو طيب، وقد تكونين أنت صالحة وهو صالح، لكن لا يحصل هذا الانجذاب، لا يحصل هذا التلاقي في الأرواح.
وعليه: نحن لا نحب أن تمضي مع هذا الإحساس حتى تُصدّقي وتتعمَّق المشاعر، وبعد ذلك قد لا يحدث ما تحبينه وما تؤمِّلينه، وعند ذلك تكونين قد ألحقت بنفسك الضرر الكبير.
فعليه: أرجو إغفال هذا الإحساس، ولا مانع من التوجّه إلى الله تبارك وتعالى بأن يُقدّر لك الخير، واتركي الأمور تمشي في هذا الاتجاه، ولا تشغلي نفسك طويلاً حتى لا تتكوّن عندك مشاعر يترتّب عليها حزن إذا لم يُقبل عليك، أو إذا أقبل على حياته في مكانٍ آخر، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك وله التوفيق والسداد.
إذًا مثل هذه المشاعر المتحرّكة في النفس دون أن يكون لها سبب، ودون أن يكون لها مؤشّر؛ أرجو ألَّا تتمادي معها، أرجو ألَّا تُركزي عليها، وإذا حصل الخير فتلك نعمةٌ من الله تبارك وتعالى، والكون هذا ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده سبحانه وتعالى، والفتاة العفيفة مثلك تكتم مشاعرها حتى يأتي من يطرق باب وبيت أهلها، وإذا لم يتزوج فلا مانع من التواصل مع أخواته من باب المعرفة ومن باب الجيرة، لعلَّ ذلك يكون سببًا من الأسباب.
أمَّا أن تتابعي هذا ذهنيًّا، وتشغلي نفسك وتستمعي للأخبار التي لا بد أن تصل إليك، حتى وإن وصلت لا تضخميها، ولا تعيشي معها، ولا تعيدي إنتاجها، حتى لا تشغلي نفسك بأمرٍ قد لا تصلين إليه، حتى لا تتعلقي بشخص ربما يكون يفكّر في سواك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.