عندما أكون في اجتماع أشعر بخوف وارتباك شديد!
2020-11-24 01:37:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي نفسية تتعلق بالخوف والارتباك، فعندما أكون في اجتماع أمام جمع كبير من الناس أو أكون إماما في صلاة جماعة صلاة جهرية أشعر بالخوف والارتباك لدرجة الخوف يتوقف عندي النفس ويظهر آثار هذا الخوف في الكلام.
ما السبب والعلاج؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: إن ما تعاني منه يسمى "الرهاب الاجتماعي"، وهو حالة من الخوف والذعر تصيب الإنسان عند تفاعله مع الأشخاص المختلفين في المجتمع. وتكون حالة الخوف المرتبطة بالرهاب الاجتماعي ناتجة عن الذعر من تلقي الأحكام من هؤلاء الاشخاص، أو نظرة الأشخاص السلبية، أو الخوف من شعور الرفض.
ومن الأسباب المحتملة لحدوث الرهاب الاجتماعي:
- الصفات الموروثة: تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة. على الرغم من ذلك، ليس من الواضح تمامًا كم من هذا يمكن إرجاعه إلى الجينات وكم يمكن إرجاعه إلى السلوك المكتسب.
- بنية الدماغ: يمكن أن تؤدي إحدى بنى الدماغ التي تُسمى اللوزة الدماغية دورًا في التحكم في استجابة الخوف. قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم فرط في نشاط اللوزة الدماغية استجابة مرتفعة للخوف، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة القلق في المواقف الاجتماعية، وظهور أعراض تدل على القلق والخوف والتوتر مثل التعرق وجفاف الحلق، واحمرار الوجه، وتسارع ضربات القلب، والرعشة.
- البيئة: قد يكون اضطراب القلق الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا. قد يُطور بعض الأشخاص الحالة بعد موقف اجتماعي مزعج أو محرج. أيضًا: قد يكون هناك ارتباط بين اضطراب القلق الاجتماعي والآباء الذين يسلكون سلوكًا قلقًا في المواقف الاجتماعية أو مفرطين في حماية أطفالهم.
أخي العزيز: فيما يلي مجموعة من الأفكار العملية التي تخلصك مما تعاني منه بمشيئة الله:
- قبل أن تبدأ بكتابة بنود الاجتماع، اعرف أوّلاً لمن هو موجّه، حاول أن تعرف ما أمكنك عن مستمعيك، أعمارهم، مستواهم العلمي، وظائفهم، فهذا سيساعدك على انتقاء الكلمات المناسبة، ومستوى المعلومات التي ستطرحها بل وحتى العبارات التحفيزية.
- اعمل على "تحضير" ما تود قوله. خذ وقتك في تحضير ما سوف تتحدث عنه، لا تكن مندفعاً؛ فالاندفاع يجعلك تتلعثم، وتتحدث بطريقة غير لائقة، وتطلق عبارات لم تكن تريد قولها.
- يمكنك أن تصوّر فيديو لنفسك وترى إيجابياتك وسلبياتك في الإلقاء، أو أن تتدرّب أمام المرآة، كما يمكنك أن تتحدث عن موضوع أمام أحد أصدقائك وتطلب منه أن يقيّم أداءك. كرر ذلك أكثر من مرة وحاول تلافي الأخطاء في كل مرة.
- استخدم لغة الجسد للتعبير عما تقوله، مثل: تحريك الجسم واليدين.
- تحكم في نبرة صوتك علواً وانخفاضاً حسب مقتضيات الموقف؛ فهذا يجذب الناس للاستماع، ويخرجهم من النمطية في الاستماع.
- لا تفكر إلا بما تقول، وبداية ركز بصرك على شيء محدد وأنت تتكلم، ثم ابدأ بتحريك رأسك يمنة ويسرة.
- لا تتطرق في كلامك إلى مسائل يصعب الحديث بها، بل ابدأ بموضوعات سهلة بالنسبة لك، ولكنها تهم الناس.
- مارس التمرينات البدنية، أو حاول أن تكون نشيطًا بدنيًا بصفة منتظمة.
- احصل على قسط كافٍ من النوم.
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، ولا تجتمع إلا وأنت حاصل على غذاء كاف، وتجنب المنبهات قدر الإمكان.
- شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعر براحة تجاههم.
- احرص على أن تنظر في أعين الآخرين وترد تحيتهم، أو بادر أنت بالترحيب وإلقاء التحية.
- لا تحاول تجنب المواقف التي تثير أعراض اضطرابك مهما بدا الأمر صعبًا أو مؤلمًا في بدايته. احرص على مواجهة ذلك النوع من المواقف بصفة منتظمة؛ فاستمرارك يعني تقوية مهارات التكيف لديك وتعزيزها.
- انتبه إلى عدد مرات حدوث المواقف المحرجة التي تخشى مواجهتها. يمكنك ملاحظة أن الأحداث التي تخشى وقوعها لا تقع بالفعل.
- إذا تعرضت بالفعل لأحد المواقف المحرجة؛ تذكّر أنك ستتجاوز ما تشعر به، وستنجح في التعامل مع ذلك. الأشخاص المحيطون بك لا يلاحظون أو لا يهتمون كثيرًا كما تظن، أو أنهم أكثر تسامحًا مما تفترض.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.