وسوسة التأكد من العلاج، هل يمكن التخلص منها؟
2020-11-25 00:02:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
دكتور محمد عبد العليم:
أعاني من شبه انتكاسة في صورة وسوسة عند أخذ العلاج، حيث إني شديد التدقيق والتأكد هل هو العلاج نفسه أم نوع آخر، وهذا الشك يلازمني عند اْخذ العلاج، فهل سيزول اْم سيستمر؟ وهل الشغل اْو العمل يعالج هذه الانتكاسة وهذه الوسوسة مع عدم تغيير العلاج الحالي؟
آسف على الإطالة.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي: اجعل منهجك أن تتأكد من علاجك مرة واحدة في المرة الأولى، تأكد من اسمه، تأكد من تاريخه، واحفظه في مكانٍ جيد، وبعد ذلك حين تأتي وتتناول العلاج قل (بسم الله، اللهم انفعني به)، وليس هناك ما يدعو أبدًا للتشكك حوله بعد ذلك. إذًا تكون البداية بداية قوية، بداية صلبة، ودائمًا تبدأ بـ (ببسم الله الرحمن الرحيم) حين تتناول الدواء، وتسأل الله تعالى أن ينفعك به.
أخي: هذا أمرٌ جيد، وقد جرَّبناه ووجدناه مفيدًا جدًّا، ويزيل عن الإنسان القلق والشكوك والتوترات المتعلقة بالدواء، فأرجو أن تقدم على هذه الخطوة بكل أريحية، وتذكّر أن هذه الأدوية هي نعمة عظيمة أنعم الله تعالى بها علينا، ويجب أن ننتفع بها.
واصرف انتباهك - أخي الكريم - عن هذا النوع من الفكر الوسواسي، أشغل نفسك بما هو مفيد، عليك بالتواصل الاجتماعي، عليك أن تبحث عن عمل، أنت ذكرت أنك متقاعد، أنت في هذه السنِّ – يا أخي – ما شاء الله في بدايات الشباب، يمكن أن تبحث عن عمل آخر، العمل فيه تأهيل كبير للإنسان معنويًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، وماليًّا.
ولا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية؛ هذه أيضًا من أساليب العلاج الممتازة، الرجل الذي تجده دائمًا في الملمَّات، تجده يمشي في الجنائز ويحرص على حضورها والصلاة عليها ودفنها، ويزور المرضى، ويتفقد أرحامه، يُلبّي دعوات الأعراس والأفراح، ما أعظمها من أجور يكسبها! وما أعظمها من نعمة هو فيها! والآن الدراسات تُشير أن هؤلاء هم أسعد الناس وأكثرهم استقرارًا، خاصة حين يتقدّم بهم العمر، مَن يقوم بالواجبات الاجتماعية ومَن يكون له نسيج اجتماعي.
أخي: اجعل لنفسك مشروع حياة وأنت في هذا العمر، أي مشروع في الحياة، مثلاً أن تقرر حفظ القرآن، مشروع عظيم، ابدأ به، انضمَّ لأحد مراكز تحفيظ القرآن، أو مع مجموعة من أصدقائك، أو تستفيد من التكنولوجيا الآن، ما شاء الله من خلال الإنترنت واليوتيوب يمكن للإنسان أن يُجيد تجويد القرآن ويتعلَّم ويحفظ.
فالوساوس لا تُهزم إلًّا من خلال استبدالها بأنشطة حياتية وأفكار أكثر إيجابية وفائدة.
هذا هو الذي أودُّ أن أنصحك به، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.