أعاني من اضطرابات النوم ومزاجي متقلب.. أفيدوني
2020-11-29 01:16:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
منذ سنوات وأنا أعاني من صعوبة في الحصول على نوم مريح، بمعنى أني أنام بمجرد ذهابي للنوم، ولكني أستيقظ في وقت مبكر جداً، وأنا مرهق، الغريب أني إذا نمت قيلولة بعد الظهر، فأني أنام الليل جيداً، وإذا تعذر عليّ أخذ القيلولة يوماً ما، فإن نوم الليل يكون غير مريح، وقد أثر هذا الأمر سلباً على حياتي بشكل كبير.
علماً بأني عانيت من (الاكتئاب مع نوبات هلع ورهاب اجتماعي) قبل سنوات واستخدمت الـ (Escitalopram 20 mg) لمدة سنة بناءً على تعليمات الطبيب النفسي، وقد تحسنت كثيراً.
الآن أعاني من مزاج متقلب، وتضخيم للأفكار السلبية، ووسواس نظافة، وأحياناً أستيقظ من النوم على وقع خوف شديد وضربات قلب متسارعة.
أفيدوني ماذا أفعل؟ جعلكم الله بلسماً للأرواح المتعبة، ورزقكم الطمأنينة، وراحة البال.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي يظهر لي أنه لديك قابلية للقلق الاكتئابي البسيط، وهذا كثيرًا ما يكونُ مرتبطًا باضطرابات في النوم والشعور بالإجهاد النفسي.
من الناحية التشخيصية: هذه الحالات كثيرة ومنتشرة، ولا نعتبرها علَّة نفسية رئيسية.
الذي أنصحك به هو أن تمارس رياضة، الرياضة ممتازة جدًّا، حيث إن المواد الدماغية التي تُسمَّى بالموصلات العصبية تنشط من خلال ممارسة الرياضة، وهذه المواد تتعلق بالناحية المزاجية عند الإنسان، فيا أخي الكريم: احرص على الرياضة واجعلها علاجا أساسيا بالنسبة لك.
تجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً؛ لأن المُيقظات التي تحتوي على الكافيين تؤدي إلى اضطرابات شديدة جدًّا في النوم.
تجنب السهر، وثبت وقت النوم، واحرص على الأذكار.
ما دمت تنام القيلولة وتُشعرك أنك بخير، فلا مانع في ذلك أبدًا، لكن يجب ألَّا تتعدّى فترة النوم النهاري نصف ساعة إلى خمسة وأربعين دقيقة، أو ساعة بالكثير.
هذا هو الذي أنصحك به، وسيكون أيضًا من المفيد لك أن تُحسن إدارة وقتك، لا تترك مجالاً للفراغ أبدًا، احرص على التواصل الاجتماعي، الاجتهاد في العمل، الزيارات – أخي الكريم – الصلاة مع الجماعة في المسجد، ودائمًا اجعل نفسك في حالة من التفاؤل، وتذكّر أن النوم هو حاجة بيولوجية غريزية، ويجب ألَّا نبحث عن النوم، بمعنى أن لا نجعله شاغلاً؛ لأن النوم يأتي تلقائيًا وطبيعيًّا، والإنسان إذا قلق نحوه قد يضطرب نومه بالفعل.
بالنسبة للأدوية: عقار (استالوبرام) دواء متميز جدًّا لعلاج القلق ولتحسين المزاج ولعلاج الخوف والتوترات والوساوس، لكنّه قد لا يُحسِّن النوم كثيرًا، هذا من ناحية فعله المباشر، أمَّا من خلال فعله الغير مباشر، فإنه يؤدي إلى تحسين كبير في النوم؛ لأنه يُحسّن المزاج، فيأتي النوم تلقائيًا بعد ذلك.
أنا أريد أن أنصحك بدواء جيد جدًّا، يُحسِّنُ النوم، ويُحسِّنُ المزاج، الدواء اسمه (ميرتازبين) له عدة مسمّيات تجارية، من أشهرها (ريميرون)، هذا الدواء يُوجد في أغلب الدول في جرعة ثلاثين مليجرامًا، وفي حالتك الجرعة المطلوبة هي نصف حبة (15 مليجرام)، تتناولها ليلاً، وإن أصبح نومك عميقًا فاجعل الجرعة ربع حبة (7,5 مليجرام)، واستمر على الجرعة أيًّا كانت – 7,5 أو 15 مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تناول نفس هذه الجرعة التي تتناولها أصلاً يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
الريميرون دواء سليم ودواء فاعل، وغير إدماني، وليس له آثار جنسية سلبية أبدًا، وأنا أرى أنه سوف يفيدك كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.