هل أتزوج فتاة سيئة الأخلاق؟
2020-12-02 05:11:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخت زوجة أخي سيئة الأخلاق، بعيدة عن الله، فهل يمكن لي خطبتها من أجل نصحها، فإن اهتدت تزوجتها، وإن لم تهتدي تركتها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
الدخول مع هذه الفتاة بمحادثات وربما لقاءات أمر محرم كونها امرأة أجنبية بالنسبة لك، والكلام مع الأجنبية لا يجوز إلا بقدر الحاجة، ولا حاجة هنا.
الخلوة بالمرأة محرمة كذلك سواء كانت خلوة حقيقية أو معنوية، والمقصود بالمعنوية أن يختلي كل منكما بنفسه في مكان بعيد عن الناس ومن ثم تبدآن التحدث مع بعضكما، لأنه ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، ففي هذه الخلوة يسول لكما الشيطان تبادل الكلام العاطفي وربما تماديتما في الكلام، وقد تكون شخصيتها أقوى من شخصيتك فتؤثر عليك وعلى سلوكياتك، وقد حصل مثل هذا عند بعض الشباب حين ظنوا أنهم يمكن أن يتسببوا في استقامة بعض الفتيات فانحرفوا عياذا بالله تعالى.
لست مسئولا عنها، وإنما المسئولية تقع على عاتق وليها ومن حولها من أسرتها، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) ويقول عليه الصلاة والسلام: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) ويقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ).
حين أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صفات شريكة الحياة لم يقل أن يجتهد في إصلاحها وتوجيهها ثم يتزوجها، وإنما قال: (تُنكَحُ المرأةُ لأربعٍ: لجمالِها ولحسَبِها ولمالِها ولدِينِها فعليكَ بذاتِ الدِّينِ ترِبَت يداكَ)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها، فهذه الفتاة التي تتحدث عنها ليس فيها هذه الصفات.
من رحمة الله على عباده أنه لم يضق عليهم في هذا الباب، فالفتيات كثر ومهما كان عند هذه الفتاة من جمال فهو لا يساوي شيئا أمام صفة الدين والخلق، ولعلك تجد الدين والخلق والجمال عند غيرها.
مهما حاولت إصلاحها فليس يقينا أنها من رزقك ونصيبك، فالله تعالى قد كتب لكل عبد من عباده رزقه في هذا الباب، فمن كانت من نصيبك فسييسر الله لك الارتباط بها، ومن ليست من نصيبك فلن تتمكن من الارتباط بها مهما بذلت من الأسباب.
على المرء أن يعمل بالأسباب التي تجعله عاملا بالشرع وتدفع عنه الشر، فما نهي الله عن أمر إلا لما فيه من الشر والنكد على حياة المؤمن، وما أمر الشرع بشيء إلا لما فيه من مصلحته في الدنيا والآخرة.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة وسل ربك أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تسعدك في هذه الحياة، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.