صرت أخاف ممن هم حولي وأخاف من نفسي، ما نصيحتكم؟

2025-04-15 04:29:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

لقد مررتُ بمشكلات أسرية منذ أن كنتُ صغيرة جدًا، لكن في سن الثالثة عشرة، حاولتُ الانتحار لأول مرة، إذ شربتُ مادة صبغية، ثم بدأتُ أجرح جسدي حتى ينزف الدم، وفي سن السادسة عشرة، أصبحتُ كلما شعرتُ بالضيق، أُقطّع يدي بشفرة، وحاولت الانتحار مراتٍ عدة أخرى، سواء عن طريق الأدوية أو بأن ألقي بنفسي من الشرفة، لكنهم كانوا يُنقذونني في كل مرة.

في تلك الفترة دخل حياتي شخص نرجسي، استمرّ معي أربع سنوات، ودمّر حياتي، ولم أكن قادرة على تركه رغم كل الأذى النفسي الذي سبّبه لي، وفي النهاية تركته، لكنني لم أعد طبيعية.

أصبحتُ أرغب في الحديث مع أي شاب يُشعرني أنني فتاة جيدة، مع أنني أعلم أنني لا أحبه، لكنني لم أعد أستطيع أن أترك أحدًا أو أتحمّل فراقه، حتى وإن كان مؤذيًا.

الآن، لا أفكر سوى في الانتحار، وأرغب في شنق نفسي حتى لا يستطيع أحد إنقاذي كما كانوا يفعلون من قبل، وأصبحتُ أغضب بأقل سبب، وتراودني رغبة في إيذاء من يضايقني فورًا.

أقضي وقتي في البكاء، وأضرب نفسي، وأضرب رأسي وجسدي بالحائط، وأحيانًا تراودني رغبة في أن أقطع لساني بأسناني، وأضع شيئًا بين أسناني حتى لا أؤذي نفسي.

أصبحتُ أخاف من نفسي، وأخشى أن أجنّ من كثرة التفكير، وأشعر أن الحياة لا معنى لها، وأن الناس سيئون، والظروف قاسية، ولم أعد أرغب في فعل أي شيء.

حتى في وقت النوم، لا أشعر بأنني نائمة حقًا، بل أظل في حالة تيه وتفكير مستمر، وأسمع أصواتًا كثيرة في رأسي، كأن لديّ عدة شخصيات داخل عقلي، وكل واحدة تعبّر عن رأي مختلف، وأصبحتُ أخاف من نفسي وممن حولي، بعد أن كنتُ اجتماعية جدًا، وصرتُ أخشى الخروج من المنزل.

أشعر أنني قبيحة شكلًا ومضمونًا، ولم أعد أعرف كيف أتعامل مع الناس، وفي كل ساعة يتغير مزاجي وقراراتي، ولم أعد أستقر على حال.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omnia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

رسالتك رسالة مهمَّة جدًّا، وقد عبرت بوصفٍ جميل عن مشاعرك والسلوكيات التي بدرت منك من محاولاتٍ للانتحار، وإيقاع الأذى بنفسك وحتى بالآخرين.

أيضًا هنالك هوّة أو فراغ عاطفي في حياتك واضحة جدًّا، وتشخيص حالتك يندرج تحت ما يُسمَّى بـ (اضطرابات الشخصية)، و-إن شاء الله- الأمر يمكن علاجه، لكن يجب أن تكون جلسات علاجك تحت إشراف مختص نفسي، مختص في علاج اضطراب الشخصية الحدّية، وأنا متأكد أنك ستجدين مَن يُعينك من المختصين، هنالك برامج سلوكية معرفية يُخطط لها مع المعالِج.

أرجو أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، وأنا متأكد أنك ستجدين منه الاهتمام والرعاية، لأن هذه الحالات حقًّا وحقيقة تحتاج للرعاية، تحتاج للتوجيه والإرشاد النفسي، تحتاج لبعض التطبيقات السلوكية، وربما شيء من الدواء، مثلاً عقار مثل الـ (فلوكستين) يُقال إنه جيد جدًّا في تقليل الاندفاعات السلبية والانفعالات الضارَّة، ويؤدي أيضًا إلى تحسين المزاج.

وجد أيضًا أن تنظيم الوقت وممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية، وبناء رفقة طيبة خاصة مع الأُمّ، هذا وجد أيضًا أنه مفيد جدًّا، فأنا أنصحك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تتواصلي مع استشاري نفسي، وإن شاء الله تعالى ستُقدّم لك البرامج العلاجية الإرشادية السلوكية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net