أنا طالبة في العلاج الطبيعي، وأشعر بهبوط عند رؤية مرضى بمرض صعب!
2020-12-29 04:35:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالبة بالفرقة الخامسة بكلية العلاج الطبيعي السنة الأخيرة، أحب المجال وأتفوق فيه -بفضل الله- نتعامل مع أمراض صعبة، وأغلب الأحيان لا أتحمل رؤية المرضى بشكل كامل؛ بسبب أنني أشعر بهبوط ودوخة، وإذا كنت واقفة أشعر بأنني إذا لم أجلس سيغمى علي في نفس الوقت.
هذه الحالة تأتيني عندنا أكون في مستشفى حكومي، نظرا لسوء الرعاية الصحية بالمرضى، والرائحة العامة لغرفة المريض، لكنها تأتيني أحيانا في الأماكن الحديثة مع المرضى الذين يعانون من أمراض صعبة، مثلا الشلل، أو كسر صعب، أو حتى لو كان المرض بسيطا ولكن المكان مليء بالدم.
نحن نتعامل مع قسم العناية المركزة، أشعر أنني لن أستطيع دخولها بسبب هذه المشكلة، لم أحدد تخصصي بعد لكنني أحب الأعصاب، ويوجد الكثير من الحالات الصعبة بهذا القسم، أخاف أن لا أقدر على التعامل معهم بسبب ذلك، كما أنني متفوقة، والمتفرض ألا يكون هذا تصرفي، ولا أقدر على الكلام في ذلك مع أي أحد! أنا في هذه المشكلة من ثلاث سنوات، أو لم ألاحظ إلا منذ ثلاث سنوات عندما بدأنا نحضر لقسم المستشفى، ولا أعرف ما الحل، أرجو مساعدتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
حالتك واضحة جدًّا، وهي حقيقة حالة بسيطة جدًّا. كل المطلوب منك هو أن تُقدّري قيمة العمل الذي تقومين به، تخصُّصك تخصُّص متميِّز، تخصُّص يفتح لك أبواب الخير لمساعدة الضعفاء، لمساعدة الحالات –كما تفضلت– الصعبة والصعبة جدًّا، فمجرد الارتقاء بفكرك لتعرفي قيمة هذا العمل هو الذي سوف يُخلِّصُك تمامًا من هذه المخاوف والأفكار السلبية حول عدم قدرتك على مواجهة بعض المواقف، فأنت تعتبرين شخصًا ذا مهام عظيمة في هذا الموقف، أنتِ خصَّك الله تعالى بهذا التخصُّص الإنساني، وعلى العكس أريدك أن تسعي في مساعدة أضعف الضعفاء من المرضى، مرضى الشلل، مرضى التصلُّب اللويحي، مرضى الكسور الشنيعة، هذا يرتقي بك فكريًّا ووجدانيًّا، وتحتسبي الأجر لوجه الله تعالى.
إذًا تقدير حجم مسؤولياتك المهنية والأخلاقية والعاطفية حيال مرضاك هو الذي سوف يكسر هذا الحاجز الذي جعلك تتخوفين أو تترددين عند مواجهة الحالات الصعبة والشديدة. لا، المختص المتفوق والمختص المتميز يجب أن يقبل التحدّي، والتحدّي لا يكون من خلال التعامل مع الحالات البسيطة، كلُّنا نمرُّ بمثل هذه الظروف، حالاتٍ مُعقدة، حالات القتل – وخلافه – لكنّ الحمد لله تعالى نؤدّي عملنا بمهنية عالية جدًّا، وبتوفيق من الله تعالى ينجح الإنسان.
فأرجو –أيتها الفاضلة الكريمة– أن تُقدّري مسؤولياتك، وأن تُقدّري أن هذا التخصص تخصُّصًا متميزًا، ولا تهربي أبدًا، ولا تتجنّبي المواجهة، المواجهة الإكلينيكية الصحيحة، أن تكوني دائمًا في المقدمة، أن تفحصي الحالات الصعبة، أن تتحدثي مع هؤلاء المرضى، أن تُسانديهم، أن تُقدّمي لهم العلاج الطبيعي بصورة مهنية. هذا هو العلاج لحالتك، وأنا أعتقد أنك –كما تفضلت– إن شاء الله تعالى سوف تكونين من المتميزين، بعد التخرُّج -إن شاء الله- تشرعي في الماجستير وفي الدكتوراه، وتكوني مُعالجة إكلينيكية متفوقة ومميّزة -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.