الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ihsane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نُرحب بك أجمل ترحيب.
عزيزتي العلاقات الأسرية مع الأهل وذوي الأرحام، ينبغي أن يسودها الرِّفق واللِّين، للمحافظة على تماسك بنيانها وصفاء أجوائها، ولهذا جاء قول الرحمن في كتابه الحكيم يعلم نبيه الكريم: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وإذا فهمت معنى هذه الآية الكريمة فتقدرين أن تنالي احترام ومحبة أخواتك بأسلوب اللين، وبالمعاملة الطيبة والصفح الجميل.
يُقال: كي لا نسمح للخذلان بالتسرب إلينا، علينا ألا نرفع سقف توقعاتنا بأحد ...
ومما يبدو لي انك رفعت جدا سقف توقعاتك من الأهل كما أنك وضعت ثقلا كبيراً لأهمية الصراحة المطلقة في حياتك، فأنت يا عزيزتي لا سلطة لك عليهم إلا بالمحبة والاحترام، لذا تغافلي عن أي سلوك لا يعجبك منهم، وكوني طبيعية، وتعاملي معهم بلطف وهدوء، واتركيهم على راحتهم، لأنك بالعتاب تكبرين الأمور، فالتغافل والتجاهل أفضل الحلول، مع إبقاء اللطف والاحترام والمودة بينكما.
فأخواتك لهن شخصيات مستقلة عنك، ومن حقهن الاستمتاع بحريتهن، وأنت كذلك الأمر، وكما ذكرت لنا وقلت:" حتما توجد بيننا خلافات من حين لآخر بحكم تباين الأفكار والشخصيات".
وبالنسبة لسلوك أخواتك معك، لاحظت بأن التغيير لم يحصل إلا خلال الأربعة الأشهر الأخيرة حسب ما ذكرت لنا في بداية رسالتك، وهنا أطرح عليك بعض الأسئلة التي تساعدك في فهم مشكلتك وحلِّها: فما هي أسباب هذا التغيير في أسلوب تعامل إخوتك معك خلال هذه الاشهر؟ فخلال عرضك للمشكلة لم أر ما يبرر تصرفات والدتك وأخواتك، فلا بد وأنّ هناك أسباباً أخرى أنت تجهلينها...
وقولك " أريد فقط تجاوز هذه الحالة والاهتمام بدراستي التي أهملتها كثيرا" يمكنك تجاوز ما تمرين به إن اتبعت هذه الإرشادات والنصائح التي قدمت لك، وما تم نصحه في استشارتك السابقة ورقمها: (
2448858) فأرجو مراجعتها والاستفادة منها...
لذا يجب أن تركزي على هدفك، وتعلمي أن العطاء الزائد والمبالغ فيه أيضا خطأ...
وأعود وأنصحك أن لا تكثري من انتقادهم وتتبع هفواتهم وزلات لسانهم حتى لا ترهقي روحك، وتضيعي وقتك في أمور لا تجدي نفعاً، وتذكري أنك تؤجرين على نيتك الصافية والطيبة ومواقفهم النبيلة معهم، وتذكري قول الرحمن: (ربكم أعلم بما في نفوسكم).
توكلي على رب العباد، والزمي الطاعات، وتخلصي من هاجس (الشعور بالخذلان)، ولا تنتظري منهم تقديم الاعتذار، وغيري من نمط حياتك وللأفضل طبعا، ولا تسمحي للشيطان أن يُحزن قلبك فيزرع البغضاء والنفور بينك وبين أهلك.
أسأل الله أن ينير بصيرتك، ويهدي قلبك، ويوثق أواصر الحب والمودة والرحمة بينك وبين والدتك وإخوتك.
يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.