أخاف بلا سبب ولا أريد الذهاب إلى الأطباء!
2021-01-14 13:33:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بعمر 24 سنة، متزوجة، وحامل في الشهر الرابع، أول حمل لي، أنا بطبعي أخاف، فلدي خوف غير طبيعي من المشافي ومن كل شيء فيها، أرجو أن لا تعتبروا الموضوع \"بصورة دلع أو سخافة\".
لدي خوف كبير جداً لدرجة أنني أغيب عن الوعي إذا حللت الدم أو إذا صار حديث أمامي عن العمليات والمشافي، أحس أن جسمي مهدودا وغير قادرة على الحركة.
منذ أن عملت بحملي وأنا أشعر بنفس الكابوس والرعب وهو الولادة، فأنا لا أستوعب أن أمامي ولادة، وكلما أرى ما يحدث أثناء الولادات أبكي وأنهار من الخوف، وتأتيني أفكار سلبية كثيرة، أريد أن يقوى قلبي، فكلما فكرت بالولادة أشعر بدوخة وهلع، أعلم أن خوفي مبالغ فيه، ولكني لا أستطيع السيطرة عليه، دائماً أبكي وخائفة بل \"مرعوبة\" أنني سأتعرض لهذا الأمر، تعبت نفسيتي من التفكير والبكاء بسبب خوفي فماذا أفعل؟
لا تستسخفوا بالموضوع، فقد عمل لي أزمة في حياتي، أكثر ما أرجوه أن أقوي على خوفي،
فقد ضاقت بي الدنيا، أحببت أن أراسلكم فأنا في معاناة حقيقية، صرت أفكر هل من المعقول أنه سيحدث لي شيء؟ إن لم يكن من الولادة فمن خوفي من هذا الموضوع، والحالة التي سأكون فيها، أفكر هل سأخرج من الولادة؟ وهل سيحدث معي شيء بسبب الخوف أو غيره؟
أنا أخاف بلا سبب، قمت بعمل تحليل للدم منذ فترة مع أني لم أر الإبرة والدم، ولم أشعر بالألم ولا بأي شيء من هذا القبيل، ولكن بعد قليل غبت عن الوعي، وتكرر الأمر معي مرة أخرى.
لا أعلم كيف أصف خوفي عندما أسمع بجرح أو قطب، أشعر أنني لا أستطيع حمل جسمي، لا أستطيع زيارة مختصين لعدة أسباب، أريد علاجاً سلوكيا لنفسي بنفسي.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
أنت لديك استشارات سابقة عبرت فيها عن مشاعر الخوف والعصبية والتوتر التي تعانين منها، والآن اتخذت مرحلة حياتية جديدة، نسأل الله لك التوفيق والسداد، فأنت قد تزوجتِ، والآن بفضل الله ورحمته أنت حامل في شهرك الرابع، أسأل الله تعالى أن يرزقك الذريّة الصالحة، ولديك هذا الخوف الغير المبرَّر، الخوف الغير منطقي.
سلوكيًّا – أيتها الفاضلة الكريمة – هذا الخوف يجب أن يُحقّر، ملايين النساء يتعرضن للوالدة ويتم الأمر في أمان وسلام، والله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأجسادنا مُهيئة ولديها التكييف ولديها التطبُّع السريع جدًّا مع كل المتغيرات الفسيولوجية والبيولوجية والبدنية، فإذًا المرأة حين تكون حاملاً جسدها كلُّه يتهيأ لذلك على مستوى الرحم، وعلى مستوى الهرمونات، وعلى مستوى العضلات، وحين تأتي الولادة فالولادة لها مراحلها، ولها آلياتها، وهي عملية بسيطة جدًّا، كلنا أتينا عن طريق الولادة ولم تشتك أمهاتنا من أي شيء.
انقلي نفسك هذه النقلات النفسية، فخوفك هذا خوف غير مبرر، أنا أعتقد في هذه المرحلة يجب أن تحمدي الله تعالى على هذا الحمل، وتهتمّي بغذائك، ومراجعتك للأطباء من أجل المتابعة، وتستمتعي بحياتك، وتحاولي أن تنامي النوم الليلي المبكّر، لأنه جيد ومفيد لإزالة القلق والتوترات، والإنسان يستيقظ مبكِّرًا ويبدأ يومه بصلاة الفجر، وفي هذا خيرٌ كبير وكثير، لأن البكور فيه خير، والإنسان حين يبدأ يومه على هذه الشاكلة لا شك أنه يستطيع أن يستفيد من وقته بصورة إيجابية جدًّا.
إذًا العلاج السلوكي هو تحقير فكرة الخوف، والقيام بمقارنات ما بين ما حدث لك ولبقية النساء، ويجب أن تثقي بعد الله تعالى في الخدمات الطبية، وهي ممتازة جدًّا، وأكثر شيء في الولادة أن بعض النسوة يتخوفن من ألم الولادة، وهو ألمٌ مطابق جدًّا، والحمد لله الآن توجد آليات أيضًا لتخفيف هذا الألم، بل إزالته تمامًا، المعينات الطبية في هذا السياق واضحة جدًّا.
أنا أعتقد أن الذي تعانين منه يُعالج من خلال أنه خوف غير منطقي، أنه يجب أن يُحقّر، أنه يجب أن تفرحي بالولادة، وأنصحك بأن تزوري الناس في المستشفيات، حاولي دائمًا أن تذهبي مثلاً يوميًا أمام المستشفى، هذا نسميه بالتعريض، حاولي أن تزوري المرضى بالتدريج، حاولي أن تذهبي إلى بعض النساء اللاتي أنجنب وموجودات بالمستشفى ليوم أو ليومين، وتحدثي معهنَّ، هذا نوع من التعريض.
عملية الدوخة وهبوط الجهاز العصبي اللاإرادي التي تحدث لدى بعض الناس عند رؤية الدم أو الإبرة: هذا شيء معروف وبسيط جدًّا، ويختفي تقريبًا مع الزمن، المهم هو ألَّا تتجنبي أبدًا، وتعرِّضي نفسك، وتسألي الله تعالى أن يسهل عليك الولادة وييسر لك أمرها.
لا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي.
طبقي أيضًا تمارين استرخاء، تمارين التنفس المتدرّجة سوف تُساعدك كثيرًا في إزالة الخوف، يمكنك أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب للتدرُّب على هذه التمارين المفيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.