صديقتي استغلتني للحصول على مصالحها المادية والمعنوية فهل يحق لي مقاطعتها؟
2021-01-17 04:22:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
شكرا لكم على جهودكم.
أنا بعمر 28 سنة، موظفة عزباء، عندي صديقة تعرفت عليها في عملي منذ ثلاث سنوات، كنت لها نعم الصديقة، ولكنها استغلت هذا للحصول على مصالحها المادية والمعنوية، فكانت دائما تحاول الانتقاص مني والتأثير علي سلبا، لم أدرك هذا إلا بعد مدة طويلة، في كلامها تدس السم بالعسل، وتحاول تحقيري والتأثير علي في عملي، وتقول لي أنه غير مناسب لي، وتدفعني لأتركه.
سؤالي: هل يحق لي مقاطعتها، فرغم أننا لم نعد نعمل في نفس المكان فهي دائمة الاتصال بي وتحاول معرفة أخباري والتأثير علي سلبا.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال والوفاء للصديقة، ونحيي سؤالك قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجلب لك الطمأنينة والسعادة والاستقرار.
لا يخفى عليك أن الصداقة الحقّة التي ينبغي أن تحافظ عليها الأخت مع صديقتها هي ما كانت لله، وفي الله، وبالله، وعلى مراد الله، فكلُّ صداقة أو أخوة لا تقوم على الدِّين والنُّصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر على الحق تنقلب إلى عداوة، {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌّ إلَّا المتقين}.
مع ذلك فنحن نتمنَّى أن تحافظي على شعرة العلاقة، وننصحك بالبحث عن صالحات أُخريات ليكون لك عدد من الصديقات، وحاولي أن تُبقي أصل العلاقة، واحمدي الله أنها الآن في مكان مختلف عن مكانك، ولست مُطالبة أن تَبوحي لها بما عندك من الأسرار والأخبار.
حاولي إذا كان الاتصال منك أو منها أن يكون السؤال عن الحال والدعاء بالخير والدعوة إلى ما يُرضي الله تبارك وتعالى.
تجنبي التوسُّع معها، فالمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ولكن مع ذلك لا ننصح بالمواجهة أو بالرفض المباشر، ولكن ننصح بتخفيف مستوى العلاقة، بأن تكون العلاقة في النصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
كذلك أيضًا بالمحافظة على الخصوصيات والأسرار، فالإنسان يملك سِرَّه، فإذا أذاعه أصبح مِلكًا لغيره، ولا تشغلي نفسك طويلاً بما تُريده من مكرٍ إن أرادتْ، فالمكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله، وكوني أنت على سلامة الصدر وعلى الخير، وحافظي على خصوصياتك، وحافظي على عملك، وتمسّكي بتميُّزك، واشغلي نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالى، وإذا شعرت أن المكالمة أو الاتصال يريد أن يخرج ليكون غيبة أو نميمة أو سوء ظنٍّ فاعتذري بلطفٍ بأنك مشغولة، واشغلي نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات.