أهلي يفضلون أخي وأختي علي ويعاملونني بقسوة، فماذا أفعل؟
2024-02-29 03:32:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة عمري 25 سنة، مشكلتي منذ أن كنت صغيرة كان أهلي يميزون بيني وبين إخوتي، وأنا لا أنكر أنهم يحبونني، وأنا أيضًا أحبهم، لكن المشكلة أني وسط بين أخت كبرى وأخ صغير، فأمي تقول لي إنها تحب أختي أكثر مني، وأن الطفل الأول في العائلة لا يمكن للعائلة أن تحب أي طفل مثله، وعندما ولدت أهل أبي غضبوا كثيرًا لأنهم أرادوا ولداً، ولمّا ولد أخي فرحت العائلة بقدومه، وهو الصغير المدلل.
عندما يظلمونني لا يحق لي أن أرد عليهما، وإن رددت أصبح أنا المخطئة، وأحيانًا أخي يضربني، وهو ليس صغيرًا، عمره 21 سنة.
ذات مرة اشترت أمي لي ولها ولأخي ولأختي أحذية، وكان عندي بعض النقود فطلبت مني أن أعطيها لها مقابل الحذاء، رغم أن أختي الكبرى متزوجة، وأمي تعمل، وهي ليست في حاجة للنقود، كما أن أختي الكبرى عندها بنت، منذ أن وEلدت أحببتها كثيرًا، واعتبرتها بنتاً لي، وهي أيضًا تحبني.
أظن أن هذا يشعر أختي بالغيرة، فأصبحت كلما اقتربت من ابنتها تصرخ علي، وتقول إن ابنتها تكرهني، رغم أن ابنتها عمرها سنة ونصف، وأمي تؤيدها وتقول: إن ابنتها تكرهني، وأنا أفرض نفسي عليها! هذه الكلمات آلمتني حتى في مشاعري، ويخاطبانني بقسوة لا توصف، وأشعر أن نفسيتي متعبة جدًّا.
كنت صغيرة فنادى أبي على إخواني فلم يجيبوه وذهبوا، وأنا قال لي: لست أنت بل إخوتك، فذهبت، وعندما قدموا أعطاهم قطع حلوى، رغم مرور سنوات عديدة على هذه الحادثة لم أستطع نسيانها، ما ذنبي أن أتحمل هذا؟ هل لأني الوسط بين أخت كبرى أفرحت العائلة، وأخ أصغر انتظروه بفارغ الصبر؟ تعبت كثيرًا رغم أني أحبهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال، ونسأل الله أن يهدي والديك حتى يُقيموا العدل في البيت، وأن يُعينك على الصبر والقيام بما عليك من البر، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
بلا شك نحن لا نوافق الأسرة على تفضيل أحد الأبناء والبنات على الآخرين، لأن النبي (ﷺ) يأمر كل والد وكل والدة بقوله: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، هذه شريعة الله تبارك وتعالى.
ولكن هذا الخلل الذي يحدث ما ينبغي أن يُقابل منك بالخطأ، والحمد لله أنك على ثقة أيضًا أنك محبوبة بدرجة لا بأس بها، فعليه أرجو ألَّا تهتمّي بهذه الأمور، وألَّا تقفي عندها طويلاً، خاصَّةً وقد بلغت هذه السِّن التي فيها النضج وفيها الوعي، والدليل هو هذه الاستشارة المرتبة وهذا التواصل المستمر مع موقعك.
ولذلك أرجو أن ترتفعي فوق هذه المواقف، وإذا ذكَّرك الشيطان بمواقف قديمة حصلت فتعوذي بالله من الشيطان، وأشغلي نفسك بطاعة الرحمن، وانظري إلى الأمام، واستقبلي الحياة بأملٍ جديدٍ وبثقةٍ في ربِّنا المجيد سبحانه وتعالى.
واعلمي أن تقصير الوالد وتقصير الوالدة لا يُبيح لك التقصير في حقهم؛ لأن برهما واجب عليك، وهو عبادة وطاعة لله -تبارك وتعالى-، فقومي بما عليك كاملاً، واجتهدي في الإحسان للوالد وللوالدة ولكل من حولك -للأخ وللأخت-، واحتسبي الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وغدًا ستتغيَّر الأمور، ونسأل الله أن يضع في طريقك رجلاً صالحًا يُسعدك وتُسعدينه، ويُنسيك كل هذه المآسي.
من المهم جدًّا أن ينسى الإنسان مثل هذه المواقف التي طبعًا نحن لا نؤيد العائلة ولا الوالدين على مثل هذه التصرفات المذكورة، لكن نؤكد أن مَن بهذا الوعي وبهذه السِّن تسطيع أن تتجاوز هذه الصعوبات، فكوني أنت تلك الفتاة التي تُؤدّي ما عليها، وتنتظر من الله تبارك وتعالى التوفيق والتأييد، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.
هذا، وبالله التوفيق.