أعاني من ضعف الشخصية وصعوبة بناء العلاقات.
2021-03-02 01:05:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا امرأة عشت طفولة فيها شيء من التوتر والحرمان العاطفي، كنت ثامن إخوتي وأصغرهم، وكان والدي -شفاه الله- يميزني بمعاملة خاصة، ويقف معي في كل مشكلة "يبالغ بحمايتي"، وهذا التصرف الذي لا أعرف سببه أدى لوجود تصدع في علاقتي مع إخوتي وأخواتي، فكنت بالنسبة لهم مصدر إزعاج وفتاة مدللة أنانية، دائما أتعرض للنقد منهم وللكلام الجارح، والاستبعاد بسبب حماية والدي، وبسبب تصرفاتي الطفولية الأنانية.
لكن في المقابل، كانت والدتي وبسبب كثرة الأعباء، وواقع حياتنا الصعب، وظروف المعيشة الضيقة وغيرها، كانت دائما تتصرف معي بجفوة، ولا تشعرني بحنانها، كنت أحب أن ألتصق بها وأقبلها وأحضنها، وهذا التعلق كان يقابل بالرفض والانزعاج والتقريع أحيانا.
عانيت من مشاكل عديدة: " تبول لا إرادي، عادة سرية في سن صغيرة، لم أكن أدرك معنى تلك العادة، أو أملك أي ميول جنسية، وغالبا سببها الخوف والتوتر من العقاب الذي كان ينتظرني عند التبول ليلا، الغيرة من ابن أختي الأصغر".
كبرت بعدها ودخلت في تحد جديد وهو بناء علاقات اجتماعية، وكان الأمر صعبا بالنسبة لي، كنت أشعر دائما أنني لست مرغوبة، وأرغب في الحصول على الاهتمام والتقبل، مما جعلني لاحقا أحول كافة اهتمامي لذلك الأمر، وأصبحت على استعداد لفعل أي شيء لجذب الانتباه، والحصول على القبول عند الناس، كنت تلقيت تربية صارمة رغم مشاكساتي وسلوكي الفوضوي، لكنني لم أكن أجرؤ على فعل الأشياء الخاطئة، وشيئا فشيئا أصبحت أدرك قيمة ذكائي وموهبتي في التحدث لجذب انتباه الآخرين واهتمامهم، وفعلا حصل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعجّل بشفاء الوالد، وأن يجزيه خيرًا، وكذلك الوالدة، وأن يُبارك في الجميع، وأن يُؤلِّف القلوب، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن الذي وصلت إليه له علاقة وثيقة بالطفولة المذكورة التي كان فيها نوع من الدلال الزائد، وهذا طبعًا طبيعي، وغالبًا ما يحصل مع الأصغر في البيت، وهذا كان له آثار سلبية خاصة مع وجود التناقض في تصرفات الأم، فأبٌ يُدلِّل وأمٌّ تقسو، هذا سيكون له نتيجة فيها نوع من الاضطراب الذي يحدث الآن. كما أن الدلال الزائد من الوالد والأنانية التي كانت عندك عزلتك من إخوتك وأخواتك، لكن نعتقد أن تدارك هذا الأمر من السهولة بمكان، خاصة بعد هذا العرض الرائع الذي وضحت فيه أسباب ما يحصل معك وما حصل معك.
والإنسان إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل بحول الله وقوته علينا وعليك إصلاح الخلل والعطب.
عليه ندعوك:
- أولاً بكثرة اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-.
- ثانيًا: بالتوجه إلى الله -تبارك وتعالى- بالسجود والخضوع له والاستجابة لشرعه في كل ما يصدر عنك من تصرفات، فإن المرأة من الطبيعي أن ترغب في أن تلفت النظر، لكن لفت النظر له قواعد وله ضوابط، وينبغي أن تُراعي فيه قواعد الشرع، وسعدنا جدًّا أنك لم تفعلي، لكن تُوجد عندك هذه الميول وهذه المحاولات، لأن المسألة له خطورة إذا تجاوزت حدودها الشرعية.
كذلك أيضًا أنت الآن -ولله الحمد- بهذه البصيرة التي كتبت بها الاستشارة تعرفي مواطن الخطأ، وتعرفي مواطن الخلل، ومن السهل على الإنسان الذي عرف الخطأ أولاً ألَّا يُكرِّره، ثانيًا: ألَّا يُعرِّض آخرين من الصغار لنفس التجربة، لأنه يُدرك نتائجها، ويُدرك آثارها.
كذلك أيضًا نوصيك بأن تلتزمي بالتواصل مع موقعك، وعرض ما توصّلت إليه بعد الالتزام بالأشياء التي وصلتك من خلال الاستشارات من الموقع؛ لأن من المهم جدًّا بعد أن تصل الاستشارة أن تصلنا ملاحظات الأخت المستشيرة قبل أن تكتب استشارتها الجديدة تُبيِّن ماذا عملت فيما وصلها من إجابات وما وصلها من إرشادات.
عليك أيضًا أن تحرصي على أن تلتزمي بما يُرضي الله -تبارك وتعالى-، واجعلي علاقاتك كلها محكومة بقواعد هذا الشرع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، واعلمي أن الإنسان ينبغي أن يكون همّه أن يُرضي الله، فإذا أرضَ الله أرضى عنه الناس، واقرئي إن شئت قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}، نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.