أغار على فتاة أحبها لا تربطني بها رباط شرعي؟
2003-12-16 16:55:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
نسأل اللـه أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الموقع وخدماته.
أنا شابٌ عمري 19 سنة، على قدرٍ من التدين، من فلسطين، عندي استشارتان، وأرجوكم أن تردوا علي:
1- الاستشارة الأولى: أنا طالب في الجامعة، أحببت فتاة على قدر من الجمال والتدين، وأتمنى لها كل الخير، وأنوي خطبتها فيما بعد، المهم أني في كل مرة أتوجه للتحدث إليها أخاف ويصبح وجهي أحمر اللون من الخجل، وقبل أن أذهب لها أخاف ويصبح قلبي ينبض والدم يجري في جسدي، هذه الحالة تتكرر في كل مرة أتحدث معها، وكذلك نفس الشيء عندما أذهب وأتحدث مع أي فتاة لا أعرفها معرفة كثيرة، مع العلم أني ليس لي علاقات مع فتيات إلا ما ندر وتكون قليلة.
2- الاستشارة الثانية: أحببت هذه الفتاة في الجامعة، وكل ما أرى أي أحد يتحدث معها لا أعرف ما يصيبني، فأصاب بصدمة وحزن وقلبي ينجرح، وأمكث أيَّامًا حزينًا ومهمومًا وخائفًا عليها، وأغار عليها كثيراً، ولا أحب أن يتحدث معها غيري.
أرجوكم أن تساعدوني في هذه الغيرة التي تدمّر نفسيتي وتشغلني عن دراستي، وجزاكم اللـه خيراً، وأرجو المساعدة في أسرع وقت.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ شاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من جنود الإسلام العظام الذين يسخِّرون علمهم ووقتهم لخدمة دينهم، ولاسترداد الأرض المباركة والمسجد الأقصى الأسير.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فاحمدُ الله أن منَّ عليك بنعمة الحياء، فإن الحياء لا يأتي إلا بخير، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - وما يدريك فلعل هذا الحياء كان سبباً في عدم وقوعك في كثير من المعاصي، خاصةً مع النساء والفتيات، فاحمدِ الله على هذه النعمة العظيمة، واسمح لي - يا ولدي - أن أسألك سؤالاً بسيطاً: هل ترضى أن تكون لإحدى أخواتك علاقة غرامية مع زميلها في الدراسة دون أي رباطٍ شرعي؟
قطعاً ستقول: لا؛ لأن هذا وضع غير طبيعي، ولا يرضاه أي إنسان لديه أقل قدر من الغيرة، ولذلك كم أتمنى أن تضع أي فتاة مكان أختك، وتعاملها كما تحب أن يعامل الشباب أختك، عندها سوف تتوقف تماماً عن التفكير في مثل هذه العلاقات الغير مشروعة.
والعقل والحكمة والدين والشرع يقتضي أن ما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك، فأرى أن تجتهد في محاولة التخلص من التعلق بهذه الفتاة ما دمت لست مستعداً للارتباط بها رباطاً شرعياً، ودعها حتى تتمكن من ذلك، وعندها يحق لك ألا تسمح لأحد أن يكلمها؛ لأنها ستعتبر زوجتك شرعاً، أما الآن فأريدك أن تسأل نفسك: لماذا هذه الغيرة الشديدة على فتاة لا تربطك بها أي علاقة؟ فهي ليست أختك حتى تغار عليها!! بل إن هذا ليس حقك شرعاً؛ لأنها أجنبية عنك ولا يربطها بك أي رابط.
فهذه الغيرة - يا ولدي - لا محل لها، وإنما هي من كيد الشيطان الذي يريد أن يصرفك عن دراستك فيشغل قلبك بهذه الفتاة أو غيرها حتى تفشل في دراستك -لا قدر الله- وعندها لا تستطيع أن تتقدم إليها؛ لأنك بدون مؤهل أو عمل محترم، وبالتالي ستضيع منك وإلى الأبد، ولذلك إذا أردت فعلاً أن تكون لك هذه الفتاة فاجتهد في دراستك، ولا تشغل بالك بها أو بغيرها، وركز على دراستك حتى تصبح من المتفوقين الذين تتمنى أي بنت أن تنظر إليه مجرد نظرة، أما الطالب الضعيف فهناك العشرات منه ولا وزن له في نظر الفتيات، فاترك عنك هذا التعلق بها أو بغيرها، وركز على مستواك العلمي حتى تصبح جديراً باحترامها واحترام الجميع، وإذا تقدمت إليها وقفت معك وساندتك؛ لأنها تعلم أنك شابٌ جاد ومتفوق، وأن مثلك لا يمكن أن يُرَد، خاصةً وأنك شاب ملتزم، وإلا لما دخلتَ إلى هذا الموقع الإسلامي.
لذا أنصحك بالالتزام بطاعة الله، وترك محارمه، والإقبال على دراستك، واعلم أن هذه الغيرة من سمات مرحلة المراهقة، وأنها ستخف مع الأيام إن شاء الله، وأنها من عمل الشيطان؛ لأنه لا وجه لها شرعاً، ولا داعي لها لعدم وجود ما يقتضيها، فهي ليست زوجتك شرعاً وليست أختك أو أحد محارمك، فرجائي أن تجلس مع نفسك جلسة مصارحة، وتسأل نفسك عن سبب هذا التعلق، وعندها ستجد أن هذا ليس من حقك.
مع تمنياتي لك بالتوفيق في دراستك حتى تكون من علماء الإسلام العظام، وبالله التوفيق.