أعراض مرضية تظهر على ابني الرضيع، فهل هو مسحور؟
2021-03-11 00:07:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد أن أعرف إن كان من الممكن أن يقع رضيع ضحية للسحر، يعاني ابني البالغ من العمر عامًا ونصف من سلسلة لا تنتهي من المشاكل الصحية وذلك منذ ولادته، إنه يعاني من ارتداد شديد جدًا مع التهاب في منطقة المريء، ومشكلة في لجام اللسان، ومتلازمة كيس، وأكزيما قوية، وتورم في مستوى أعضائه التناسلية، وحساسية متزايدة من جل الأغذية، وخاصة نوم مضطرب للغاية حيث يستيقظ عشر مرات في الليلة الواحدة.
في أحد الأيام أخذته إحدى صديقاتي في حضنها وقرأت عليه القرآن، فكان يرتجف ارتجافا شديدا أثناء قراءتها، مما جعلني أفكر في أنه ربما يكون أصابه سحر، إن امرأة كانت لها علاقة بأبي، فلما حاول أن يقطع علاقته بها قامت بسحره فنلت منها، ولا أستغرب أن تكون فعلت ذلك بابني انتقاما مني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Selma حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرَّ عينك بسلامة هذا الطفل، وببلوغه العافية، وأرجو أن تطمئني أن المكر السيء لا يحيق إلَّا بأهله، وأن الإنسان ما ينبغي أن يتهم الإنسان، بل يكل الأمر إلى ربِّ الناس، الذي لا تخفى عليه خافية.
والذي يهمُّنا في حالة الطفل وفي غيرها هي أن نبحث عن العلاج، وهو – ولله الحمد – مُتاح، هذه التي قرأت عليه القرآن ينبغي أن تستمر في القراءة، وأنت أيضًا كأمٍّ – والأبُ أيضًا – ينبغي أن تستمروا في القراءة على هذا الطفل، دون أن نهتمَّ هل هو سحر؟ هل هو عين؟ هل هو من فلان أو فلانة؟ هذا لا يُفيد، علينا أن نعلم أن فلان - أو فلانة - لا يملك لنفسه فضلاً عن غيره نفعًا ولا ضرًّا، وأن الإنسان إنما يُصابُ بقدر الله تبارك وتعالى، فلنجعل توكُّلنا على الله، واستعانتنا بالله، وسؤالنا لله، وبالتالي سنشغل أنفسنا في الاتجاه الصحيح. أمَّا أن ننشغل بما فعلته فلانة أو بما فعله فلان، فما أكثر الناس الذين يُريدون للناس الشَّرِّ، لكن كلُّ ذلك لا يحدث إلَّا إذا قدَّر الله، وقدَرُ الله إنما يُرفعُ بقدر الله، إذا كانت الإصابة بالسحر أو بالعين من قدر الله فإن الرقية والأذكار النبوية وتلاوة القرآن؛ هذه أيضًا من قدر الله، والفقهية هي التي تُدافع أقدار الله بأقدار الله.
فاجعلي همَّك في البحث عن العلاج عند الأطباء، مع الاستمرار في الرقية الشرعية، دون الاشتغال هل هو سحر، هل هو عين، هل الذي سحره فلان؟ هذا اشتغال بما لا يفيد، وتضييعٌ للقضية الأصلية، وهذا ممَّا ينبغي أن ينتبه له، حتى الرُّقاة الشرعيين ما ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بهذا، لكن ينبغي أن يشغلوا أنفسهم بالعلاج.
واعلمي أن الشيطان حريصٌ على أن يفتن بين الناس، على أن يغرس شجرة العداوة والبغضاء في النفوس، فقد يُوحي للإنسان – بل رُبَّما يتكلَّم على لسان المسحور الذي أُصيب بالعين – بأن الذي سحره أو أصابه هو فلان، من أجل أن تنتشر العداوة والبغضاء، ونحن نريد أن نقول: لابد أن نُوقن أن فلان – وأهل الدنيا جميعًا – لو أرادوا أن يُحلقوا بنا الضرر لن يُفلحوا ولن ينجحوا إلَّا إذا قدّر الله.
إذًا فلنجعل لجوئنا إلى الله كما أشرنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ الطفل المذكور، وأن يقرَّ أعينكم به، وأن يكتب له العافية والشفاء التام، وأن يُنبته نباتًا حسنًا.
والله الموفق.