لماذا أهلي يحبون أخي أكثر مني رغم أني أفضل منه؟
2021-04-04 02:42:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 14 سنة، أشعر أن أهلي لا يحبوني ويفضلون عليّ أخي الأصغر مني بسنة، لقد اشتروا له هاتفا نقالا ولم يشتروا لي مثله، يحبونه أكثر مني، وأنا متفوقة في الدراسة أكثر منه بكثير، وأحاول أن أكسب ودهم لكني لا أستطيع.
حاولت الانتحار، وأفكر أن أذهب فوق سطح منزلنا وأنتحر، أحاول أن أسعدهم، أحصل على درجات جيدة، أساعد أمي في أعمال المنزل، أما أخي فلا يعمل مثلي، ويحبونه، لا أعلم لماذا؟ أريد أن أموت، لا أستطيع تحمل أكثر من هذا، من صغري وأنا في نفس الحال، تعبت من الحياة، أعطوني حلا أو دعاء لكي أموت، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بابنتنا في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحب أن نؤكد أن نفسك غالية، فحذاري أن تُفكّري في إزهاقها بالانتحار، فإن تلك جريمة الجرائم، وفيها خسران الدنيا والآخرة، واجعلي قلبك مليئًا بحب الله تبارك وتعالى، فإن الفلاح في أن يُحبّ الإنسان وتُحبّ الفتاة ربَّها تبارك وتعالى، ثم اجتهدي بالأعمال الصالحة، فإن الإنسان إذا قام بالأعمال الصالحة أحبَّه الخالق سبحانه وتعالى، فإذا أحبَّه الله تبارك وتعالى صرف قلوب الخلق إليه، فمَن يُقبل بقلبه على الله يُقبل اللهُ بقلوب الناس عليه، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}، محبَّةً في قلوب الناس.
فاجتهدي في طاعة الله تبارك وتعالى، واستمري على تفوقك، ولا تُبالي بهذا الذي يحدث، نحن نُقدّر المشاعر التي عندك، ولكن إذا أخطأ الوالد أو أخطأت الوالدة – أو مَن في البيت – وقصَّروا في حقِّك فلا تُقصّري أولاً في حق الله، ولا تُقصّري في حق والديك، ثم لا تُقصّري في حق نفسك، فتحمِّليها ما لا تُطيق.
واعلمي أنه سيعوضك الله تبارك وتعالى إن صدقت مع الله، وغدًا سيأتيك مَن يُسعدك ويُحبّك ويرفع من منزلتك عنده، فلا تستعجلي مثل هذه الأمور، واعلمي أن الأهل يُحبُّونك، لكن قد يكونوا لا يُظهروا هذا الحب، ولا يُظهروا هذا الودّ، وهذا طبعًا لا نوافقهم عليه، لكن أيضًا لا نوافق التفكير السلبي الذي يحاول أن يُسيطر عليك.
فتعوذي بالله من شيطانٍ همَّه أن يُحزن أهل الإيمان، والمهم في بر الوالدين أن يقوم الإنسان بما عليه، حتى لو قصّر الوالد، حتى لو قصّرت الوالدة، حتى لو قصَّر مَن في البيت، المهم أن نؤدّي نحن ما علينا، لأننا نُؤدِّي طاعةً لله تبارك وتعالى، فبِرُّ الوالدين عبادة، والإنسان لا يُقصِّرُ فيها حتى لو قصَّر الآخر، لأنها مثل الصلاة، أنا لا أترك الصلاة إذا ترك الناس الصلاة.
فاجتهدي في الطاعات، واستمري في تفوقك، واشغلي نفسك بالخير، وابحثي عن صديقات صالحات، ثم استمري في تواصلك مع الموقع، قراءة الاستشارات والتواصل بمثل هذه الأسئلة الرائعة، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأنت ولله الحمد في مرحلة عمرية وصلت فيها للنضوج، والدليل هذه الاستشارة الرائعة المكتوبة بطريقة صحيحة التي وصلتْ إلينا، فتواصلي مع موقعك بكل ما يُحزنك، وأبشري بالخير، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يضع في طريقك إن شاء الله – لمَّا يأتِ الوقت المناسب – رجلاً صالحًا يُسعدك ويُحبُّك، وأن يرزقك الذرية من الأطفال المحبوبين الذين يُحبونك وتحبينهم، وأن يرزقنا جميعًا قبل ذلك حب الله ثم حب الرسول وحب ما جاء به الرسول عليه صلاة الله وسلامه.