قسوة أبي حرمتنا من الكثير فما السبيل للخلاص؟
2021-05-31 05:27:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من الوحدة بسبب عائلتي، حيث أنني مررت بضغوط نفسية بسببهم، لا يسمحون لي بالخروج إلا مرة واحدة في الشهر لزيارة الأهل، صداقاتي محدودة ولا أشعر بالراحة معهم، ولا أعلم كيف أكون علاقات جديدة؛ لأنني حبيسة الدار.
الأمر ذاته ينطبق على أمي وإخوتي بسبب ظلم والدي، أشعر بالحزن على حالنا.
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابنتنا الفاضلة - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُسهّل أمرك، وأن يُلهمكم جميعًا السداد والرشاد، وأن يُعين هذا الوالد على القيام بواجباته تجاه الأسرة، وأن يتولانا جميعًا برحمته، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
أرجو ألَّا تشغلي نفسك بالضغوط الحاصلة، واعلمي أن المؤمنة تستطيع أن تتصل بربِّها، وتطور من مهاراتها، وتتواصل مع صديقاتها، رغم الظروف الحاصلة، والناس الآن خاضوا هذه التجربة، تجربة الحجر المنزلي، واستطاعوا خلالها أن يستفيدوا كثيرًا، فهناك بيوت فيها من حفظ كتاب الله، وهناك بيوت من تطوّر ما عنده من المهارات.
نحن لا نُؤيد ما يحصل من الأب، لكن نؤكد أن العاقلة مثلك والفاضلة تستطيع أن تجعل برنامج لها وللأسرة بحيث نخفف من الضغوط الحاصلة، واشغلوا أنفسكم بما يُرضي الله تبارك وتعالى، وتواصلوا فيما بينكم، واستخدموا مواقع التواصل في الخير، وما هذه الاستشارة التي بعثت بها إلى موقعك إلَّا نموذج من نماذج التواصل الرائع، وتستطيعي أن تدخلي إلى موقعك لتكتسبي الخبرات أو لتعرفي الأحكام الشرعية، أو الصغار يستطيعوا أن يدخلوا إلى موقع بنين وبنات ليجدوا الألعاب التي تفرحهم وتُسرّهم، بل يستطيعوا أن يُشاركوا حتى في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى وفق برامج الوزارة، وهناك الكثير المفيد.
لأنا لا نريد للإنسان أن يسجن نفسه بعد هذه الظروف الحاصلة، بعد هذه الظروف الخاصة بالأسرة والتي تُشيري فيها إلى أن الأب يمنع الخروج، أو أن الأب يظلم، لذلك لا نريد للحظات الحزن أن تطول، وإذا ذكّركم الشيطان بالأحزان فتعوذوا بالله من الشيطان، واعلموا أن همّ هذا العدو أن يُحزن الذين آمنوا، واعلمي أن كثيرًا من الناس يعيشوا ظروف صعبة، والحياة من أوّلها إلى آخرها كما قال الشاعر: جُبلت على كدرٍ وأنت تريدها صفوًا من الأكدار والأقذاء، ومكلّف الأيام فوق طِباقها متطلب في الماء جذوة نارٍ.
لكن المهم هو أن يتكيّف الإنسان مع ظروفه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سجنوه: (ماذا يفعل أعدائي بي، جنّتي في صدري، سجني خلوة، نفي سياحة، قتلي شهادة)، وإذا تركوه سيعمل لنصرة دينه ونصرة أُمّته.
فلذلك نحن – أكرِّر – لا نؤيد ما يحصل من الوالد، لكن نريد أن تبتكروا من البرامج ومن الأشياء المفيدة ما يُخفف عليكم هذا الذي أنتم فيه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرنا وأمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.