اشتد السحر علي وعلى أسرتي بعد انتقالنا للمنزل الجديد
2006-02-14 08:28:00 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكركم جزيل الشكر بعد شكر الله على أن وفقكم لوجود هذه الشبكة الإسلامية، راجياً لكم التوفيق لما يرضي الله ورسوله على خدمة هذا الدين الحنيف، وبعد:
فمنذ بضع سنين ابتلينا أنا وزوجتي إن لم أقل وجميع أسرتي بشيء من السحر من طرف العائلة تعرفنا عليه بطرق شرعية وهو الرقية، بعد هذا تعاطينا العلاج بطرق شتى، علماً بأن عائلتي محافظة والحمد لله، وكان الشفاء يتناوب بعض الأحيان، ولكن ما زاد الطين بلة هو عندما رحلنا إلى منزلنا الذي بنيناه مؤخراً اشتد علينا ذلك السحر، واجتمعت علينا معاً عين بني آدم مما أسفر عن خصام إن لم أقل خصومات متتالية وموجعة كادت أن تسفر عن تشتت عائلتي لولا حفظ الله ورعايته لنا.
لكي لا أطيل عليكم أرجوكم أن تفتوني في أمري، وجزاكم الله عنا كل خير ودمتم في رعاية الله وحفظه، راجياً لكم أسعد الأوقات وأطيبها، وعيدكم مبارك سعيد، وكل عام وأنتم بخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ إقبال حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يصرف عنكم الشر وأهله وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد.
إن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ولن يستطيع ساحر أن يضر أحداً إلا بإذن الله: (( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ))[طه:69]
(( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّء إِلَّا بِأَهْلِهِ ))[فاطر:43] ومن أتى كاهناً أو عرافاً أو ساحراً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن أتاه وصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد – والعياذ بالله -.
وأرجو أن تشغلوا أنفسكم بذكر الله وتلاوة كتابه فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ينفر منه الشيطان، وهي سورة عظيمة أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة (السحرة)، ولا يخفى عليك أن السحرة يعتمدون على الشياطين ويقدمون لها القرابين، والساحر كافر، فحصن أهلك وبيتك بالقرآن والأذكار وتوكل على الحي الذي لا يموت، وتذكر أن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وأرجو أن يأخذ الموضوع حجمه المناسب، ولا تربطوا كل شيء بالسحرة وأفعالهم، واعلم أن كيد الشيطان ضعيف وأنه (( لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[النحل:99] فنحن نواجه عدونا بالتوحيد وبالتعوذ بالله المجيد وبشغل النفس بالطاعة والشكر لله الحميد.
ولا يخفى عليك أن الشيطان يتعاظم إذا خاف الناس منه، ويصغر ويذل ويخنس بذكر الذاكرين، ويندم لاستغفار المستغفرين ويبكي عندما يسجد المصلون، ولا مانع من طلب العلاج الشرعي بالقرآن وبما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من التعاويذ والأذكار، مع ضرورة أن يكون الراقي عرف بالصلاح والالتزام بشعائر الإسلام والبعد عن المعاصي، على أن تكون الرقية باللغة العربية وبكلام مفهوم، وأن يحرص الراقي على طهارته ونظافته ونظافة مكانه وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، والأفضل أن يقوم الإنسان بقراءة الرقية على نفسه وأهله حتى لا يعرض حريمه للتعامل مع الرجل الأجنبي، وإذا احتاجت نساؤه إلى الرقية فلا يتركهن وحدهن مع الراقي ولا يمكنه من المساس بهن، مع أمرهن بالحجاب والستر.
وأرجو عدم تصديق الشيطان إذا أخبرت أن الذي فعل السحر فلان فإن الجن يكذبون، وهمهم أن ينشروا العداوة والبغضاء ونحن أمرنا أن نجتنب الظن (( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ))[الحجرات:12].
والله ولي التوفيق والسداد!