بين التسامح والشجاعة ورد الأذى بمثله
2006-02-13 08:06:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من كوني أخاف من أن أرد الاعتداء الذي يقع علي من أي كان، وأحس باضطراب، وكل ما أريده هو أن تمر هذه الأزمة بسلام، والآن كل ما يخيفني أن تؤثر هذه الحالة على علاقاتي مع الذين يحيطون بي لا سيما إخوتي الصغار، فهم يكنون لي فائق الحب والاحترام، وبمعنى آخر أنا مثلهم الأعلى، ولا أحب أن أظهر جبانا أمامهم، ففي بعض المواقف يذكرون أحد أقاربي؛ لأنه استطاع أن يستعيد حقه بيده من الذي اغتصبه منه.
ولا أدري إن كان يفيد أن أقول أني في صغري تعرضت للضرب الشديد من والدي على أتفه الأمور، كما تعرضت للمضايقات الجنسية من بعض الذين كانوا يدخلون المنزل من الضيوف، فمثلا وأنا راكب الحافلة قام الشخص الذي يركب المقعد الذي في الخلف في الصف المقابل برفع قدمه مع مستوى وجهي، فطلبت منه إنزالها فقال لي أنه يضعها على طرف المقعد ولم يأبه لقولي ولم أرد عليه! فهل يا ترى هناك عقدة من الجبن في شخصيتي أم ماذا؟ وكيف العلاج؟ أرجو الإفادة أفادكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرجو أن لا تصف نفسك بالجبن، فأنت والحمد لله لست بجبان، ولكن ربما يكون لديك نوعٌ من اللطف الزائد في تعاملك مع الآخرين.
ليس من الضروري أبداً أن يرد الإنسان العدوان بمثله، أو أن يكون عنيفاً في تفاعله مع الآخرين، فهذا ليس بالمنهج الطيب.
عليك يا أخي أن تحاول دائماً أن تكون متسامحاً، فهذا شيء طيب وكريم، فالتسامح من شيم النبلاء، وفي نفس الوقت أرجو أن تبني في نفسك الجرأة والقوة لأن تتصدى لمن يسيء إليك، ولكن عليك أن لا تكون أنت البادئ.
أرى أن الذي تشتكي منه هو مجرد نوع من الحساسية حول التعامل مع الآخرين وليس جبناً حقيقياً كما ذكرت لك.
الحادثة التي حدثت لك في أثناء ركوبك الباص هي في حقيقة الأمر تدل على أن الطرف الآخر شخصٌ لا يقدر مشاعر الآخرين، ولا يحترم الضوابط الاجتماعية، وأنا أعتقد أن تجاهلك إياه يعتبر من أفضل الردود على جهله وسفهه؛ لأن مثل هذا الشخص لا فائدة مطلقاً في أن تتعامل معه بانفعال.
أنا لا أرى أنك تُعاني من مشكلة حقيقية، فأنت لست مريضاً، كل الذي بك هو أنك حساس نحو الأمور، وأرجو أن لا تراقب نفسك كثيراً، وتعتقد أنك جبان وأنك ضعيف، ودائماً من الأفضل لك أن تكون قوي الحجة والمنطق، وليست قوة العضلات هي المفيدة، إنما كن دائماً متزناً فيما تقول وقوياً فيما تقول، وإذا كان تعبيرك في تعاملاتك مع الآخرين دائماً قائم على الذوق والأدب، فهذا من أفضل الأسلحة في مواجهة الآخرين، وستجد أنك لا تعاني من أي نوعٍ من الضعف أو الجبن كما تعتقد.
وبالله التوفيق.