عصبية ابنتي الزائدة ومزاجها الصعب، كيف يمكنني علاجه؟
2021-10-04 04:01:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
سؤالي هو عن ابنتي: عمرها ست سنوات ونصف، وترتيبها الثاني بين إخوتها، يكبرها أخوها عمره تسع سنوات، وتصغرها أختها عمرها سنة وأربعة شهور، مشكلتها الأولى عصبية جدا، وسريعة الغضب والانفعال، تغضب على أشياء تافهة تصرخ، وتشتم، وتسب، وتضرب أخوها وأختها الصغيرة كل يوم على هذا الحال.
أنا بطبيعتي أحب الهدوء، وأكره الصراخ، ولكن أحياناً تجعلني أخرج عن شعوري فأقوم بضربها، علماً بأني لم أضربها أبداً من قبل، ولكن أشعر بأن الوضع معها أصبح لا يحتمل.
مشكلتها الثانية: تحب أن تكون مثل الأولاد، وترتدي ملابس أخوها، وتطلب مني شراء ملابس ولاديّة لها، وأنا أرفض، تكره الفساتين، وكل ما له علاقة بالبنات من ملابس وإكسسوارات، وحتى ألوان مثل الزهري والبنفسجي، وتطلب مني قص شعرها كالأولاد، وأنا أرفض وأشرح لها بأن الله خلقها فتاة جميلة، وهي بالفعل كذلك ولله الحمد، وأن البنات يتميزن عن الأولاد بأشياء كثيرة، وأشرح لها الكثير الكثير دون فائدة، مع أني أشعر بأن كلامي مقنع بالنسبة لها، ولكن لا تريد الاستماع.
تقريباً ترفض كل شيء أطلبه منها، سألتها مرة لم تحب أن تكون ولد؟ أجابت بأنها تحب كرة القدم، ومرة أجابتني بأنها تخاف أن تصبح أما وتحمل طفلا في بطنها، شرحت لها كثيراً دون فائدة، عنيدة ومزاجها متقلب وإرضاؤها صعب، هل عدم وجود بنات بمثل سنها من أقاربها له تأثير؟ هل الغربة بعيداً عن الأهل وقلّة الاختلاط بالآخرين أثّر عليها؟
علماً أن والدها عصبي جداً جداً عكسي تماماً، ويحدث بيننا خلافات فيستخدم والدها الصراخ والسب في أوقات متفرقة، أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُصح بُنيَّتنا هذه، وأن يُلهمها السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
أوَّلُ ما ندعوك إليه أنت والزوج أن تكون لكم خطة موحدة، وأن يتجنّب الزوج ما عنده من عصبية، وعليك أن تتفادي الشجار معه في حضورهم، فما ينبغي أن يسمعوا الشجار، ولا ينبغي أن يُشاهدوا الشجار، لأن هذا يُولّد مثل هذه التصرفات.
واعلمي أن هذه البنت تغار من أخيها الأكبر وتغار من أختها الصغرى، فهي بحاجة إلى مزيد من الاهتمام ومزيد من تخصيص الوقت لها، والاستمرار في الثناء على جمالها وعلى تسريحة شعرها وما فيها من الأنوثة، ثم التركيز على ما تفعله من الصواب، يعني: ما ينبغي أن نركّز على أخطائها، لأن هذا يزيد من الأخطاء، وإنما نُركّز على إيجابياتها، وعلى نجاحها، وعلى حسن تصرفها، وهذا يجعلها تزيد من التصرفات الإيجابية. أمَّا التركيز على التصرفات السالبة وإظهار الانزعاج الزائد والتوتر عند بعض المواقف – أو بعض الأسئلة – هذا كله من شأنه أن يُعمِّم الإشكال، بل يجعلها تُدرك أن الريموت يكون في يدها عندما تخرج عن طوعكم، وعندما تفعل أشياء غريبة تلفت بها النظر.
وعليه فالتغافل مهم، والاهتمام ينبغي أن يكون عندما تُحسن وليس عندما تُسيء، لأنه إذا كان الاهتمام والانزعاج والسؤال والغضب عليها عندما تفعل شيئًا؛ فهي كلَّما تريد أن تلفت الانتباه وتلفت النظر وتُعكّر صفو البيت أو تنتقم، لأنك اهتممتِ بالصغيرة أو اهتممت بشقيقها الأكبر، كلُّ ذلك يجعلُها تستخدم هذه الوسائل كنوع من لفت الانتباه.
لذلك أرجو النظر في هذه الأمور بعمق، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع، وإذا كان هناك معلِّمة دَيِّنة معروفة بالنسبة لك فمن المهم أن يكون لها دور في التوجيه والثناء على مظاهر الأنوثة التي فيها، وشُكرها على حُسن تصرفها، حتى يكون التوجيه يأتي من الخارج.
بالنسبة للأب: إذا كان يُدرك هذه الأشياء فأرجو أن يكون له دور، ولكن عليك أن تستفيدي من لحظات الهدوء وتحاوريه حول هذه الأمور بعيدًا عن الأبناء جميعًا، بعد أن يناموا، بعد أن يخرجوا، حتى تضعوا خطة موحدة، لأن دور الأب كبير جدًّا في إصلاح هذه البُنية، وهو ركن ركين في داخل البيت، والفتاة أيضًا بأبيها مُعجبة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يُعينكم على الإصلاح، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد، وأن يقرَّ أعيننا بصلاح الأبناء والبنات.
والله الموفق.