الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأنا أجبتُ على سؤالك حول الوسواس القهري، ومآلات الشفاء، وذلك في الاستشارة التي رقمها (
2466906)، ويا أخي الكريم: أهم شيء هو ألَّا يتعايش الإنسان مع الوسواس القهري، ألَّا يقبله، وأن تكون هنالك جدّية في أمر التخلص منه.
طبعًا الإنسان إذا تعايش مع الوسواس لفترة طويلة؛ فحين تتقدّم السّن سوف تزيد الأعراض ولا شك في ذلك، لكن الإنسان إذا كان منفِّرًا ورافضًا للوسواس مع تقدُّم العمر تكون فرص الشفاء أسرع وأكثر وأقوى، لأن النضوج النفسي عند الإنسان يكون قد أصبح تطوّرًا.
وعمومًا الوسواس القهري أصلاً نادرًا ما يأتي بعد سن الأربعين، الوسواس من الأمراض التي نراها في سِنِّ اليفاعة وفي سِّن الشباب.
بالنسبة لسؤالك الثاني: لو كان عندك وسواس قهري حادّ، وعمرك 32 عام يمكن تأخذ وقتًا أكثر عن السن الصغير؟
قطعًا إذا كان الوسواس مزمن أصلاً ولم تُطبَّق آليات علاجية حقيقية؛ طبعًا الوسواس سوف يأخذ وقتًا أكبر حتى يخف أو يختفي. أمَّا إذا كان وأنت في هذا العمر تعاملت مع الوسواس بحزم وبتطبيق آليات علاجية صحيحة ففرصتك في الشفاء أكبر وأسرع ممَّن هم في سِنٍّ أصغر، لأن في مثل عمرك هذا يكون النضوج النفسي قد وصل لمرحلة جيدة جدًّا، والنضوج النفسي يجعل الإنسان يتمتّع بمهاراتٍ وآلياتٍ ميكانيزمات علاجية أفضل ممَّن هو في سِنٍّ صغيرة.
سؤال الآخر: ما هي المدة الزمنية المتاحة أو متوسط الوقت الزمني الذي ممكن أن يخف بالشغل من الوساوس القهري الفكري الحاد؟
إذا فهمتُ سؤالك بصورة صحيحة: الوسواس الفكري الحاد يمكن للإنسان أن يثبّطه، ويُضعف شوكته خلال أسبوعين إلى ثلاث، إذا كانت هنالك تطبيقات سلوكية حقيقية مع تناول الدواء.
فالحمد لله - يا أخي - فرص العلاج ممتازة، ونحن دائمًا نحث الناس ونشجعهم ونرشدهم على أن الوساوس يمكن علاجها، لكن الأمر حقيقة يتطلب الجدّية في تطبيق العلاج، هذا هو الأساس.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.