أرسلت صوري لشاب بنية الزواج والآن أنا خائفة!
2021-11-30 07:39:29 | إسلام ويب
السؤال:
تعرفت علي شاب عبر الإنترنت، ولكني أذنبت معه ذنباً كبيراً عن طريق إرسال بعض الصور التي لا يجب أن يراها، ولكنه أخذ في إقناعي بأنني زوجته المستقبلية..إلخ.
أشعر بأنني تائهة ولا أعرف ماذا أفعل؟ أتوب لربي دائماً وأستغفر الله، ولكن لا أقدر على نفسي الأمارة بالسوء بالرغم أني أحافظ على صلواتي وأقوم الليل، وأدعو الله كثيراً أن يتوب علي، ولكن قلبي يتحطم، وأرى نفسي بصورة بشعة، وكرهت نفسي كرهاً شديداً، وخائفة أني أترك هذا الشخص فيذلني بالصور، أو يهددني بها.
لا أعلم ماذا أفعل معه؟! رجاء منكم أن تدعوا الله لي أن يقيني شر نفسي، ويصرف عني أذى هذا الشخص، ويتوب علي توبة نصوحاً، ويرزقني زوجاً صالحاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Butterfly حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونهنئك على هذه الإفاقة من هذه المعصية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب عليك لتتوبي، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
أرجو أن تعلمي أن التوبة تجُبُّ ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وأن خير الخطّائين التوّابون، وأن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأنه ما سمى نفسه توّابًا إلَّا ليتوب علينا، ولا سمَّى نفسه غفّارًا إلَّا ليغفر لنا، ولا سمَّى نفسه رحيمًا إلَّا ليحرمنا، وأنك إذا صدقت لله في توبتك وأخلصت لله في أوبتك فإن الله غفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى.
اعلمي أن التوبة لها شروط بالإضافة للصدق وللإخلاص: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العود، ثم نسأل الله تبارك وتعالى أن يتوب علينا وأن يستر علينا، واعلمي أن الذي سترك وأنت تعصيه سيسترك بعد أن تتوبي وترجعي إليه سبحانه وتعالى.
تعوذي بالله من شيطانٍ يريد أن تستمري في الشر والغواية والمعصية، أو يريد أن يُوصلك إلى اليأس من رحمة ربنا الرحيم، واعملي أنه من يقنط من رحمة الله من الضالين، وأنه من ييأس من روح الله فإنه من الكافرين.
أقبلي على الله تبارك وتعالى بصدق، وتوقفي عن هذا العبث، ولا تتواصلي مع الشاب المذكور، ولا مع غيره، ولا تقبلي إلَّا بمن يطرُقُ بابك، ويقابلُ أهلك الأحباب، وإذا أراد ذلك الشاب شرًّا فإن الشر سيعود إليه، والمكر السيئ لا يحيق إلَّا بأهله، والناس بعد ذلك سينظرون إلى التزامك وأدبك، وأرجو أن يكون في الذي حصل درس عظيم، فإن التوبة إلى الله تبارك وتعالى فيها الخير الكثير، وينبغي أن تتبعها الحسنات الماحية، ومنها الالتزام بالحجاب، والإقبال على الله، والإقبال على تلاوة كتابه، مراجعة النفس، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
أرجو ألَّا تستجيبي لو حاول هذا الشاب أن يبتزّك بما عنده من صور، فلا تستجيبي له مهما كانت التهديدات، ومهما حاول، لأن هذا حبلٌ من حبائل الشيطان ومصيدة من مصائده.
نسأل الله أن يُعينك على الخير، وبُشرى لك بهذه التوبة وبهذه اليقظة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في الموقع، فنحن لكم بمقام الآباء والمرشدين، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا. نسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، هو ولي ذلك والقادرُ عليه.